دائما ما نشكو من "الروتين"، ومن فكرة الاجراءات العقيمة التى لابد أن نتخذها فى سبيل تخليص أوراق وتوقيعات، حتى وإن كانت هذه الإجراءات صورية، نقوم بها من أجل أن ننهى مصالحنا، فالشائع أن الروتين آفة مصابة بها دول العالم الثالث فقط، إلا أن الروتين موجود أيضا فى الدول الأوروبية.
صحيفة فرنسية باسم " Franceinfo"، سلطت الضوء على واقعة شهدتها بلدة صغيرة وهى كريتس إن بيليدون، التى يبلغ عدد سكانها 4 آلاف شخص، وتقع قريبا من جبال الألب، حيث اضطرت مدرسة ابتدائية بها اتخاذ إجراء غريب لم يحدث من قبل، والاجراء الذى اتخذته المدرسة هو تسجيل 15 خروفا فى الصفوف الدراسية، فى محاولة لإنقاذ الفصول قليلة الطلاب المعرضة للإغلاق.
وبحسب صحف فرنسية فإن السلطات الفرنسية فى كريتس إن بيليدون، أبلغت مدرسة "جول فيرى" بأنها ستضطر إلى تقليص دروسها، بناء على ماوصلها من تقارير تشير إلى انخفاض أعداد التلاميذ فى البلدة وفى المدرسة.
المدرسة علمت في شهر مارس أنه من المحتمل إغلاق أحد فصولها البالغ عددها 11 فصلًا في سبتمبر بعد انخفاض طفيف في عدد الطلاب ، من 266 إلى 261 طالبا، فتم ضم مجموعة من الخراف، فى خطوة رمزية، تعالج فقط بـ "الأرقام" ما وصفه الآباء بـ"الموقف البائس".
راع مزرعة محلى يدعى ميشيل غيرارد اصطحب مع كلبه، التلاميذ الجدد "الخراف" إلى المدرسة، لتسجيلهم رسميا بشهادات ميلادهم، فيما يتعلق بردود أفعال أولياء الأمور، فإن جايل لافال وهى واحدة من مقترحى هذا الاقتراح، لصحيفة "لو باريزيان"، "للأسف، أصبح التعليم الوطنى مجرد أعداد فقط"، وتابعت ساخرة "والآن ومع هذه الزيادة فى الأعداد، نحن فى حالة جيدة".
المدرسة تحتوى حاليا على 11 فصل، فى الوقت الذى عارضت فيه "لافال" اقتراحا لتقليصها إلى 10 فصول، لأن ذلك يعنى أن متوسط عدد الطلاب فى كل فصل سيرتفع من 24 إلى 26 تلميذا، وهذه الزيادة ستتجاوز الحد الذى وعد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فيما أعلن العمدة المحلي جان لويس ماريت، دعمه للحملة، من خلال الاعتراف رسميا بتعليم الخراف فيما بدا الأطفال متحمسون جدا للقاء زملاء الدراسة الجدد.