عارفك وهجيبك.. اختبار بصمات أصابع جديد يكشف آثار الكوكايين على الجلد

تتطور التقنيات الحديثة في الطب وعلوم التكنولوجيا بشكل عام يومًا بعد يوم، وفى هذا الصدد تم تطوير اختبار بصمة بسيط وسريع للتعرف على مستخدمى الكوكايين، حيث يمكن أن يميز فى بضع دقائق فقط بين أولئك الذين تعاطوا المخدر الأبيض أو تعرضوا ببساطة له عن طريق الخطأ حتى بعد غسل أيديهم. ويمكن أن تؤدى هذه التقنية الرائدة إلى فحص الموظفين خاصة فى أماكن العمل حيث تشكل السلامة العامة مشكلة، كما يمكن أن يساعد أيضًا فى إعادة تأهيل العقاقير، وإدارة الجناة والمذنبين عندما تصل الجثة أولاً إلى المشرحة، لأنه يعتمد على المواد الكيميائية التى تفرز فى العرق. ومن جهته، قال الدكتور مين جانج، مؤلف مشارك فى الدراسة من قسم الكيمياء بجامعة سارى: "إن بصمة الأصابع هى وسيلة رائعة لاختبار الأدوية لأنها سريعة وفعالة للغاية لجمعها.. وباستخدام منهجيتنا، من الممكن تحليل عينة البصمة للعقاقير فى أقل من دقيقتين، وعلى وجه الخصوص البنزويليكونين، الذى ينتج فى الجسم عندما يتم تناول الكوكايين، يكشف أولئك الذين تناولوه من أولئك الذين لم يناولوه"، مضيفًا أن "الجزئ لم يكن موجودًا فى عينات من غير مستخدمى عقار الفئة أ، حتى بعد لمس الكوكايين فى الشوارع ثم غسل أيديهم". بدورها، قالت الدكتورة كاتيا كوستا، عضوة فى المعمل، إنها يمكن أن تستخدم أيضًا للهيروين أو القنب أو الأمفيتامينات، وأضافت "نحن متحمسون لإمكانيات اختبار المخدرات بالبصمة، وبالإضافة إلى المخدرات غير المشروعة، وجدنا أنه يمكننا اكتشاف الأدوية الصيدلانية فى بصمات الأصابع"، وتابعت "نحن حريصون على معرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدام هذا لمساعدة المرضى على التحقق من أن دواءهم يتم تسليمه بالجرعة المناسبة"، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية. وفى سلسلة من التجارب الموضحة فى التقارير العلمية، قام الاختبار باختيار مستخدمى الكوكايين بدقة وبدون ألم باستخدام عينة واحدة، قد تم جمع بصمات الأصابع من أشخاص يسعون للعلاج فى عيادات إعادة تأهيل العقاقير الذين اعترفوا بتناول الكوكايين خلال الـ 24 ساعة الماضية، ثم طُلب من المشاركين غسل أيديهم جيدًا بالصابون والماء قبل إعطاء مجموعة أخرى من بصمات الأصابع. تم استخدام هذه العملية نفسها لجمع عينات من مجموعة من متعاطى المخدرات الذين لم يمسوا الكوكايين فى الشوارع، ثم استخدم الباحثون تقنية المسح الضوئى التى تسمى مقياس الطيف الكتلى السريع والعالى الدقة للإشارة إلى المعلومات من كلا المجموعتين. بالنسبة لاختبار المخدرات، من الضرورى التمييز بين أولئك الذين تناولوا الكوكايين، وقال الباحثون إن التداعيات القانونية هائلة عندما يتعلق الأمر بمسائل مثل القيادة وتعاطى المخدرات، وقالت الدكتورة ميلانى بيلى، من جامعة سارى، أيضًا: "نعتقد أن هذا البحث مهم حقًا لأن اختبارنا المختبرى باستخدام مقياس الطيف الكتلى عالى الدقة يمكن أن يميز الفرق بين شخص تناول عقارًا وشخص استهلكه بالفعل، فقط عن طريق أخذ بصمات أصابعهم". يتوفر بالفعل نظام مماثل لفحص العقاقير يستخدم تقنيات مسح مختلفة للكشف عن عقاقير معينة فى العرق من البصمات الذكية التى مقرها كامبريدج، وقال مؤسس وكبير المسؤولين العلميين البروفيسور ديفيد راسل: "إن هذه الدراسة المختبرية التى أجرتها جامعة سورى فى اختبار الكوكايين باستخدام تقنيات قياس الطيف الكتلى عالية الدقة التجريبية تؤكد صحة النهج الذى اتبعته البصمة الذكية عند تسويق نظام الفحص الدوائى المحمول الذى يعتمد على بصمات الأصابع فى البداية لاستخدامه فى الرعاية". وأضاف "نظرًا لأن اختبارنا المتوفر تجاريًا يكتشف آثار الكوكايين والبنزويلكجونين - المستقبل الرئيسى للكوكايين - فإن عملائنا يستخدمون بنجاح اختبارات العقاقير القائمة على بصمات الأصابع منذ صيف عام 2017 لتحديد ما إذا كان قد تم بالفعل تناول الكوكايين." وأشار تقرير الصحيفة البريطانية، إلى أنه لقد تعاطى حوالى ثلث البالغين فى المملكة المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و59 عامًا مخدرات غير شرعية فى مرحلة ما من حياتهم، واحدًا تقريبًا من العشرين فى الشهر الماضى، والكوكايين هو الثانى الأكثر شعبية، وراء القنب.