مصورة توثق مراحل بناء برج خليفة وتحترف تصوير المدن من السماء.. صور

فرضت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" قيودًا كبيرة على حركة الناس حول العالم الذين التزموا العزل المنزلى لشهور طويلة للوقاية من الإصابة بالمرض القاتل، لكنه فى المقابل فتح أفاقًا واسعة لإبداعات الفن بمختلف أشكاله، ومن بين هؤلاء الفنانين الذين سمحت أزمة كورونا بتسليط الضوء عن قرب على فنهم، جومانا جولى التى طالما أثارت الدهشة بصورها المذهلة لمدينة دبى من السماء، حيث اكتشفت شغفها تجاه التصوير الجوى بعد توكيلها مهمة لرصد مراحل تقدم بناء برج خليفة. وعملت جولى جاهدة للعثور على الزواية المناسبة لتوثيق برج خليفة، حتى وجدت أخيراً فندقا قريبا، مع مسبح فى الطابق العلوى، وبدورها، التقطت صورة أطول برج فى العالم، وهو محاط بالسقالات الفضية، فكانت هذه بداية مسيرتها المهنية، المتخصصة فى رصد المدن من السماء، ولكن، تسبب فيروس كورونا المستجد فى قلب الموازين جراء قيود التباعد الاجتماعى وغيرها. ومن هنا، بدأت تستخدم جولى، حسابها عبر موقع "إنستجرام" لمشاركة صورها القديمة لدبى مع العالم أجمعه، وقالت جولى: "كان الإغلاق التام صعباً حقاً، لأننى لم أستطع الخروج وتصوير أى شىء"، مضيفة: "لكنه أعطانى الفرصة لمراجعة أرشيفاتى، لأننى أدركت أن لدى الكثير من المحتوى المنسى والكثير من الصور غير المنشورة". ولدت جولى وترعرعت فى مدينة دبى، وتخرجت بشهادة فى التصوير الفوتوغرافى من الجامعة الأمريكية فى دبى عام 2005، وبعد مرور عامين، انضمت إلى وكالة الأنباء العالمية "رويترز"، وأوضحت جولى: "عندما تعمل فى وكالة أنباء، فإنك تصور ما تراه.. لا يمكنك العمل فى مرحلة ما بعد الإنتاج أو فعل أى شىء بالمحتوى"، وذلك وفقًا لما نقلته عنها شبكة "CNN" الأمريكية. واليوم توجه جولى تركيزها على منصاتها الاجتماعية الخاصة، كما تعمل مع علامات تجارية مختلفة، وبدورها، توثق جولى المدن من السماء، سواء باستخدام طائرة بدون طيار، أو من السطح، أو حتى باتباع طريقتها المفضلة فى التصوير، أى بالتصوير من نافذة المروحية. وتعتبر جولى نفسها محظوظة فى مشاهدة مراحل تطور دبى السريع منذ صغرها، مستذكرة المدينة التى تحولت من كونها صحراء إلى ما أصبحت عليه اليوم، وتقول جولى إنها تفضل التصوير الجوى لأنه سنح لها فرصة فهم العالم بشكل مبسط، بعيداً عن الصخب على الأرض، وأوضحت: "مشهد المدينة من الأعلى مختلف تماما"، مضيفة: "يبدو كل شيء بسيطاً جداً وهادئا، وذلك على عكس التواجد على الطريق بين الشوارع المزدحمة والفوضى".