دعاء تحارب ضمور العضلات بالرسم بالشيكولاتة والإكسسوارات.. ما تعرفش المستحيل

عندما يمر الإنسان بحادث أليم أو يصاب بمرض يتسبب فى إصابته بعجز بأحد أعضائه، يعتقد فى لحظة يأس أنه وصل لنهاية حياته، وقد يتجه للعزلة ويلقى بنفسه فى أحضان الإحباط واليأس الذى يتملكه ويأكل من روحه، لكن البعض يرى أن هذه بداية الحياة والتحدى لإثبات نفسه، وإن إصابته لا تعيقه عن الحياة والوصول لتحقيق هدفه الذى قد يعجز بعض الأصحاء عن تحقيقه، وكان هذا اختيار دعاء محمد ابنةمحافظة المنوفية التى تحدت إصابتها بضمور العضلات بإبداعها فى الرسم وتصميم الإكسسوارات. تحدثت دعاء، الشابة الثلاثينية، عن بداية معاناتها مع مرض ضمور العضلات، حيث قالت لـ"انفراد": "اتولدت طفلة طبيعية وكنت بمشي، ولما بقى عمرى ثلاث سنين، بدأت أتعب وأهلى عرضونى على أطباء كتير، وعملت عملية وللأسف مجبتش أى نتيجة، ولا حد قدر يعرف عندى إيه، وبدأت أتحرك بالعكاز، لغاية إعدادى، وساءت حالتى أكثر ومابقيتش قادرة أمشى، وعملت علاجا طبيعيا، من غير نتيجة، ولما دخلت الثانوية، بدأت أتحرك بكرسى متحرك، وكان حلمي أكمل تعليمى وأدخل كلية الفنون الجميلة، لكن عرفت من أهلى إنى مش هكمل تعليمى، بطلت أذاكر وبدأت أضيع وقتى فى الشخبطة والرسم وخلصت الثانوية العامة". وجدت دعاء فى الرسم وسيلة للتعبير عن نفسها، وونسا لها أثناء جلوسها فى غرفتها، وهذا ماعبرت عنه قائلة "قعدت فى البيت، وكنت مش بخرج أبداً، لحد ما الفراغ قتلنى، بدأت أشخبط وأرسم أى حاجة، لغاية ما عملت لوحة مدرسية لأخويا، وعجبت المدرسين وانبهروا بيها، وطلبوا اعمل لباقي التلاميذ، وبقيت أكتب لوح للمدارس، وأرسم مواضيع ليهم، وبعد كام سنة من الحبسة روحت لدكاترة تانى، واكتشفوا إن عندى ضمور العضلات، وطبعاً مريت بتعب كتير، لكن كل مرة ببقى أقوى وأتحدى أى الم ومن نحو 3 سنين بالظبط، اتعرفت على صديق بابا، أستاذى ومعلمى يونس عاشور، وبعتبره مثلى الأعلى، بدأ يعلمنى أسس وقواعد وفن الخط العربى، وإزاى أكتب بالبوص والحبر وعلمنى خط الرقعة والنسخ والديوانى ولسه مكملة معاه باقى الخطوط". تستخدم دعاء خامات مختلفة للرسم مثل الألوان والأطعمة، حيث قالت "برسم بخامات كتيرة ومختلفة مثلا عملت بورتريه لمحمد صلاح بالشاى والعسل ورسمت بالشيكولاتة ورسمت على العنب والبطيخ وكان نفسي أشارك في معارض دولية و الحمد لله ربنا كرمني و شاركت في معرض تراثنا، وأخدت المركز الأولى فى مسابقة على مستوى المحافظة واتكرمت، وكمان حصلت على شهادة من أكاديمية الإبداع للعلوم والثقافة والفنون، وحصلت على المركز الأول في مسابقة مبادرة حب، وحصلت على المركز الأول في مسابقة كشاف المواهب وحصلت على شهادة تقدير وحصلت على شهادة تقدير من ملتقي أولادنا الثاني والثالث والرابع لذوى القدرات الخاصة، وحصلت على شهادة تقدير من مسابقة طاقة نور واتكرمت من المحافظ وحصلت على شهاده تقدير من مسابقة مهرجان العربي الدولي لذوي القدرات الخاصة ". لم تكتف دعاء بممارسة هواية الرسم بل أصرت على تعلم تصميم الإكسسوارات، حيث قالت "أتعلمت كمان شغل هاند ميد وصممت إكسسورات كثيرة ". تحلم دعاء بتحقيق المزيد والمزيد من أمنياتها على أرض الواقع وهذا ما عبرت عنه قائلة :"نفسى أطور من شغلى فى تصميم الإكسسوارات ويكون ليا ماركة خاصة بيا وتوصل للعالمية، ونفسى كمان أشتغل ضمن 5% من ذوى الاحتياجات الخاصة، عشان أقدر أكمل مشواري، ونفسى تتوفر الأجهزة التعويضية بمبالغ بسيطة". وختمت حديثها موجهة بنصيحة لمرضى ضمور العضلات، حيث قالت "أى حد بيمر بظروف صعبة، لازم يستعين بالله دايماً، ومايستسلمش، للظروف ويعافر لحد مايحقق هدفه ويتأكد إن ربنا هيعوضه خير".