رانيا تحدت السرطان بالأكل الصحى واليوجا واكتشفت حلاوة الدنيا فى 7 أشهر

حين قررت رانيا المغربى أن تغير مجال عملها بالكامل بعد 17 عامًا من الخبرة، ورغم وصولها إلى منصب مرموق فى إحدى شركات اللوجستيات الخاصة، لتتعمق فى عالم اليوجا، لم تتوقع أن هذه الخطوة ستجعلها بعد سنوات تتخطى أزمة كبيرة وصدمة إصابتها بمرض السرطان اللعين، لتواجهه بتمارين التنفس واليوجا والأهم من ذلك باليقين الكامل فى الشفاء. فى عام 2019، وبعد 4 سنوات من التعمق فى عالم اليوجا كانت رانيا تستعد للسفر إلى الهند، وقبل سفرها بأيام قامت بفحوصات روتينية واكتشفتإصابتها بسرطان الثدى، ما جعلها فى ذهول، حسبما قالت لـ"انفراد"، لأنها صاحبة جسم رياضى ولا تأكل اللحوم، ولأنها ترى أن نمط حياتها يجعلها بعيدة عن المرض خاصة أن عملها فى اليوجا يجعلها شخص حيوى. كل علامات الاستفهام تلك دارت فى رأسها عند اكتشافها الإصابة لكنها لم تستسلم أبدا كغيرها من المرضي الذين يسيطر المرض عليهم فتدهور حالتهم بسبب النفسية المدمرة وليس المرض فقط. "هخف من غير عملية" أكدت رانيا أن جميع الأطباء كان لهم نفس الرأى وهو أنه فى حالتها لا بديل للكيماوى قبل الجراحة حتى تشفى، لكنها أصيبت بحالة غريبة من الثبات وتقول "كنت بتكلم مع ربنا بالدعاء ووصلتنى علامات اعتبرتها رسائل من ربنا خلتنى اخترت الاتجاه للعلاج التقليدى مع العلاج البديل فى نفس الوقت". خضعت رانيا لجلسات الكيماوى الأربعة التى أوصى بها الأطباء، لكنها كانت مترددة بشأن الجراحة، وكانت طيلة فترة العلاج لديها يقين بأنها لا تحتاج للعملية رغم رفض أهلها وأصدقائها وكل من حولها، حتى الأطباء رفضوا ما تقول. وأضافت "الدكتورة كانت بتكلمنى بعد الكيماوى تقولى حجزتى العملية أقولها لا تقولي مستنية إيه حرام عليكى الكيماوى اللى اخدتيه هتضيعي كل ده؟" وبعد انتهاء المرحلة الأولي من العلاج الكيماوي "4 جلسات" وقبل عملية استئصال الورم قررت تحدي الجميع من أهل وأقارب وأصدقاء وأطباء أيضا استمعت لصوت قلبهاورفضت إجراء العملية علي مسئوليتها الشخصية وبدأت في تطبيق كل ما درسته واتباع نظام غذائي نباتي. وكانت رانيا فور علمها بالمرض أوقفت تناول السكريات والنشويات تماما وقالت "السكر ده غذاء السرطان الأساسي" ومارست تدريبات يوجا يومية وتنفس وتأمل وحرصت على العلاقة الإيجابية بالذات، فكانت تتحدث مع ذاتها بشكل إيجابى رافضة أى إحباط خارجى على حد قولها "أى حد كان يضايقنى فى الفترة دى كنت ببعد عنه بسمع صوت نفسى وبس وكان عندى يقين غريب إنى هخف من غير عملية والمفاجأة إنى بعد إعادة الفحوصات بعد شهور مالقتش الورم". حلاوة الدنيا رغم صعوبة هذه المرحلة إلا أنها جعلت رانيا تعيد اكتشاف الحياة من جديد، وتقول لـ"انفراد" "اكتشفت جمال الضحك من القلب، مافيش حاجة تساوى صدق المشاعر والضحك من القلب"، وللتخلص من المشاعر السلبية كانت تستخدم الكتابة وتقول "كنت بطلع كل اللي جوايا على الورق كأني بكلم حد". ومن أهم الخطوات التى ساعدتها على تخطى هذه المرحلة كانت التخلص من طاقة الغضب داخلها ومن أى ضغائن، فحرصت أن تسامح كل من كانت تشعر بالضيق تجاههم، وقالت "المسامحة دي بتطهر القلب". وأكدت رانيا أن التجربة حين عاشتها لم تكن بهذه البساطة التي تحكى بها عنها، فقد عاشت 7 أشهر من المقاومة والتعب والإجهاد والتحدى حتى لأقرب المقربين منها لكنها لم تيأس، ولتحفيز نفسها كانت تتابع كورسات نفسية عن شخص عالج نفسه من سرطان القولون بنفسه دون إجراء عملية وتقول "التجربة أكدتلي حقيقة إن اليقين بالشفاء أحد أهم خطوات العلاج، أنا مقتنعة بقدرة العقل اللاواعى وقدرة الجسم على شفاء نفسه بنفسه، واصريت اثبات ده والحمد لله نجحت". في النهاية حرصت رانيا على مشاركة رحلتها وتجربتها مع السرطان والعلاج والشفاء مع متابيعها على صفحتها الرسمية تحت هشتاج #الحياة_مع _السرطان، لكنها أكدت أن تجربتها لا يجب تعميمها على كل حالة مرضية، وشددت على أن رحلتها مع المرض كانت تجربة شخصية وأن اتباع العلاج التكميلى لا يغنى عن متابعة الطبيب أو لا يعنى أن يتجاهل المريض تعليمات الطبيب وإنما ينبغى على كل مريض أن يتابع مع الطبيب المعالج وأخصائي التغذية حسب حالته ودرجة تطور المرض.