على مر الزمن شهد التاريخ الإسلامى تطور مآذن المساجد من البدايات الأولى لرفع الأذان وكانت المآذن شكلها مختلفًا باختلاف كل مرحلة ومنطقة، منها المربعة التى ارتبطت بالأندلس، وسوريا وشمال أفريقيا، وبعضها فى العراق وإيران، وتطورت بعد ذلك وأخذت الشكل الحلزوني، فى سامراء والفسطاط، لكن فى القاهرة مدينة الألف مئذنة كان الأمر مختلفًا.
من داخل قاهرة المعز القاهرة الفاطمية يرصد "انفراد" أنواع المآذن فى مصر، وبدأت الجولة من مئذنة أحمد بن طولون التى تعكس تأثره بمدينة سامراء العراقية، وتغير بعد ذلك شكل المئذنة فى العصر الفاطمى إلى شكل المبخرة فى مسجد الحاكم بأمر الله.
ثم تطورت أشكال المآذن فى العصر المملوكى فى مسجد السلطان برقوق ومسجد السلطان قلاوون وفى الغالب تكون طابقين مربعة الشكل أو مثمنة، لكن فى العصر العثمانى لتخذت شكل القلم الرصاص، وهذه المأذن موجودة وبكثرة داخل شوارع القاهرة المختلفة وخاصة قاهرة المعز.
فى الغالب يوجد أعلى المئذنة هلال نحاسى مغلق أو مفتوح يمين او شمال ، وهذه الفتحة دليل على اتجاه القبلة، وهذه الأشكال النحاسية تصنع فى حارة النحاسين فى حى الحسين حتى الأن.
ومن المآذن للموذن فى مصر الفاطمية الذى كانت شخصيته مميزة وصفاته محددة، أهم صفاته أن يكون كفيفا لثلاثة أسباب الأول هو أن أغلب أصوات المكفوفين عذبة، والسبب الثانى كى لا يجرحون حرمات البيوت لأنهم يعتلون أعلى مكان فى الحى، والسبب الثالث أنها تكون وظيفة بدخل ثابت تعينهم على المعيشة، وكان فى العهد السابق لا بد من عمل اختبار للمؤذنين فى مصر .
وتذكر كتب التاريخ أن الناصر ابن قلاوون كان لديه فى مسجده فى القلعة 70 مؤذنا من اعذب الأصوات الإسلامية فى مصر، ولذلك فإن عبق الحضارة الإسلامية فى مآذنها ومعمارها كان له شكل أخر داخل مصر .