فى قلب العاصمة الأردنية عمان، يعد شارع أبو بكر الصديق، من أكثر الأماكن السياحية جذبا للسياح العرب والأجانب، ومعلما تاريخيا وسياحيا يحرص كل زوار الأردن على الذهاب له والتمتع بما فيه من عوامل الترفيه والاستمتاع، بالإضافة إلى أشهر المأكولات الأردنية والعربية والأجنبية على حد سواء.
الشارع الأشهر من حيث الاسم والموقع والتاريخ في عمان ، موقع هام يتضمن العديد من الشركات والمحلات التجارية، وهو ملاذ للجميع سواء الأردنيين أو المقيمين أو الزوار كمركز ترفيهي، حيث يضم بعض المواقع الأردنية الهامة، مثل منزل المفتي، ومنزل الملك طلال، ويقع بالقرب من سوق جارا الشعبي، وعلى امتداد منطقة جبل القلعة التاريخية بوسط المدينة، ويربطها بالدوار الأول وصولا إلى شارع مانجو شرقا بقلب العاصمة.
ووسط شرفات المطاعم والمقاهي والمحلات التي تعج بالزائرين، وعلى مرمى البصر، يختطف نظرك وربما قلبك ومذاقك وخصوصا إن كنت مصريا، موقع محل "كشرينا" الذي يعد الوحيد من نوعه في الشارع السياحى لبيع الكشري المصري وبالطريقة المصرية الأصيلة التي تفوح رائحتها لتعبر عن نفسها باعتبار "طبق الكشري المصري" ماركة مسجلة للمصريين دون غيرهم.
وسط الشارع ووسط عدة محلات تبيع المأكولات، يعلن "طبق الكشري المصري" عن نفسه بطريقته ليس إعلانا وإنما برائحته المعبرة والجاذبة لفتح الشهية وأن كان من يمر بالشارع هم غير المصريين وإنما الكل يعرف الكشري المصري ويسعى دائما للحصول عليه.
كريم الفقي، ابن محافظة الشرقية، يرتدي ملابس طاهي ربما تعبر إلى حد كبير عن المظهر المصري لبائع الكشري، جاء من وسط دلتا مصر إلى العاصمة عمان من أجل أن يعمل في محل كشري يمتلكه عمه والذي يمتلك أيضا مجموعة من محلات الكشري في مناطق مختلفة بالعاصمة عمان وضواحيها.
وداخل محل يتمتع بديكور بسيط ولكنه في منتهى الروعة، وعلى ما يطلق عليه "بنك"، يقف كريم الفقي، لتحضير طبق الكشري لتقديمه للزبائن، وهو يشعر بالفخر بأن الكشري المصري يغزو العالم العربي والأجنبي باعتبار الكشري المصري يعد من التراث الشعبي المصري الأصيل وواحد من مأكولات المصريين على مر العصور وربما وجبة رئيسة في حياة المصريين بشكل عام.
ويتحدث كريم الفقي، لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، خلال تحضيره طبق كشري مصري أصيل، أنه جاء إلى الأردن، منذ 5 سنوات ويعمل في هذا المحل الذي يمتلكه عمه، مشيرا إلى أن طبق الكشري المصري سفير للمأكولات المصرية في عمان.
وأضاف الفقي، أن الشعب الأردني يقبل على شراء الكشري المصري وخصوصا من قام منهم بزيارة القاهرة، موضحا أن الأقبال كبير ويعبر عن حب الشعب الأردني للمأكولات المصرية ومنها الكشري.
وأشار إلى أنه يقوم بعمل طبق الكشري المصري بالمواصفات المصرية الخالصة، لكن قد يقوم بتغيير بعض المكونات من خلال طلب الزبون، لافتا إلى أن السائحين الأجانب أيضا يقومون بشراء "طبق الكشري المصري" ويفرحون بأكله كثيرا.
ونوه الفقي إلى أن الجهات الرسمية الأردنية قامت بالترخيص له عبر استيفاء الأوراق بكل سهولة ويجد دائما متابعة من الجهات المعنية حرصا على الحياة العامة، مشيدا بتعامل الجهات الرسمية معه ومع كافة المصريين المتواجدين بالأردن ويعملون وكأنهم في بلدهم مصر.
وخلال تجولنا بالمحل الذي يقف فيه كريم الفقي ويحضر فيه "طبق الكشري" وجدنا الأواني التي يتم فيها بيع الكشري في مصر وبنفس طريقة التحضير، مؤكدا "الفقي" أنه أراد أن ينقل الواقع المصري إلى الأردن وخصوصا في أدق تفاصيل تحضير الكشري، فيما كانت زجاجة الدقة والشطة بالطريقة المصرية حاضرة على مائدة "طبق الكشري في الأردن".
كما لوحظ، قيام كريم بتعليق العلم المصري في أركان المحل تعبيرا عن الانتماء إلى الوطن وبجانب العلم الأردني تعبيرا عن قوة العلاقات المصرية الأردنية على كافة المستويات.
وتوجد أكلة أردنية عربية تسمى "مجدرة" وهو طبق من مأكولات المشرق العربي تشتهر بها سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق، ومكوناته الأساسية العدس والأرز، وهي من المأكولات العربي التراثيّة، إذ يرد ذكرها بكتاب الطبيخ بسنة 1226 لمؤلفه محمد بن حسن البغدادي. وهي طبق شبيه إلى حد ما بالطبق الكشري المصري والذي يعتبره المصريون لغة ناعمة لكسب حب وود الآخرين في العالم.
وتتواجد هنا في الأردن، العديد من محلات بيع الكشري المصري في عدة محافظات المملكة لتؤكد دائما وأبدا أن "طبق الكشري المصري" الشهير،، عابر للحدود والقارات ومعبر عن تراث مصري أصيل يغزو العالم.