للحارة المصرية قاموس خاص بتراثها الشعبى يحتوى على بعض الكلمات التى نسمعها ونرددها دون أن نفكر فى معناها، ومن يتابع شكل الحارة المصرية فى الأفلام القديمة سيجد أن الكلام واحد تقريبًا، وكأن للحارة لغة لا يعرفها سوى سكانها، وبعد تطور الوقت انتقلت كلمات الحارة إلى المناطق الشعبية حتى اندمجت كلماتها بين الكلمات العادية، لكن جرى هذا الاندماج دون أن نعرف معنى هذه الكلمات أيضًا وكأن تداول هذه الكلمات يسير مساره الطبيعى.
وعلى سبيل المثال تأتى كلمة "يالدلعدى" على رأس كلمات القاموس الشعبى ونسمعها بشكل دائم دون أن نعرف إشارة واضحة، لكن وجودها فى مواقف مشاجرات فى المعظم، جعل تفكيرنا نحوها يتجه إلى كونها سُبة أو وصف قبيح للشخص الذى تتشاجر معه، لكن وجودها بشكل أقل نسبيًا فى مواقف يسودها الود جعل التفكير فى معناها متخبطًا بعض الشىء.
ولمعنى كلمة "يالدلعدى" 3 تفسيرات، يختص 2 منهم بمواقف المشاجرات وهما "يا ألد العدى" بمعنى يا ألعد الأعداء، والثانى "يا دا العدى" بمعنى "هذا العدو"، أما التفسير الثالث الذى يتواجد فى مواقف الود هو الدعاء للشخص الذى تقولها له بابتعاد الأعداء عنه وكفايته شرهم، وكانت النساء قديمًا يقولنها ضمن سياق الموقف.