ظاهرة جديدة اجتاحت موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك فى الفترة الأخيرة، فأصبح كل شخص ينشر ما أرسل له من رسائل على موقع "الصراحة"، والذى يعتمد على عدم الإفصاح عن هوية الشخص صاحب الرسالة، ما يجعل الأمر ملئ بالإثارة، فأحبها بعض مرتادى موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، لتلقى رسائل الإعجاب والتحفيز، كما اشترط الموقع "اجعل رسالتك بناءة"، إلا أنها تحولت لظاهرة توضح مدى الكراهية والحقد المتواجد داخل نفوس البعض، ويفسر الطب النفسى أسباب اللجوء للعبة الصراحة، وكيف تحولت من مصدر للبهجة إلى مصدر للأمراض النفسية.
ويقول دكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، لـ" انفراد"، إن السبب الرئيسى فى اللجوء لموقع الصراحة يرجع إلى أن قول الحقيقة وجهاً لوجه يجعلها تتحول إلى مواجهة فتتسبب فى إزعاج البعض، فتم اللجوء إلى الموقع لتحاشى الاشتباكات، والآراء المليئة بالحقد تدل على "النفسنة".
وحول الحقد والكراهية التى كشف عنها موقع الصراحة من الأشخاص تجاه من يعتقدون قربهم منهم، يقول دكتور أحمد إن ما حدث هو نتاج ثقافة عامة فنحن مجتمع لا يواجه ويحب "اللف والدوران"، ورغم ذلك فإن مرتادى موقع "الصراحة" ممن يرسلون رسائل مليئة بالحقد والكراهية لاصدقاءهم دون الافصاح عن شخصايتهم، يعانون من انحراف سلوكى، ويمتلكون شخصية معقدة، لكن ليس كل معقد يعد مريض نفسى، لذا فلا يمكن اعتبارهم مرضى نفسيين، وبشكل عام يجب الحرص والحذر فى التعامل معهم.