سعر الجنيه المصرى يصل لـ15 دولار على مواقع التسوق.. والأجانب "بيشتروا"

''دا احنا اللى دهنا الهوا دوكو ''، مثل شعبى قديم يعنى أن الشعب المصرى قادر على فعل المستحيل، وحقيقة الأمر أن المثل الذى يعبر عن قدرة المصريين على استغلال كل المواقف لصالحهم، حقيقى 100% يتجلى المثال فى المواقف التى تعكس قدرتنا على الخروج من الأزمات بالـ"فهلوة"، أو التغلب على الغلاء بالحيلة، قدرتنا على الضحك على أصعب مشاكلنا وأكثرها قسوة، واستغلال كل ما يمكن استغلاله للخروج بأكبر استفادة مادية ممكنة. بالطبع لا يعلم هذه القدرة سوى من يحملون الجنسية المصرية، أما باقى جنسيات العالم المنتشرة على مواقع "الشوبينج أولانين" مثل موقع Ebay فلا يدرك معظمهم الأسباب التى دفعت عدد كبير من المصريين لعرض العملات المعدنية المصرية للبيع "أونلاين" كأحدث حلول المصريين للتغلب على انخفاض سعر الجنيه المصرى أمام الدولار، وهى الحالات التى أثبتت أن الشعب المصرى تمكن من بيع كل ما يصلح للبيع حتى "الهواء" الذى تم تعبته فى زجاجات وبيعها بالفعل باعتباره "هواء نقى"، وحتى الجنيه المصرى الذى يباع حالياً على مواقع التسوق العالمية باعتباره عملة تذكارية يمكن استبدالها بحفنة من الدولارات. فى الفترة الماضية تمكن المصريون فعليًا من بيع الهواء فى زجاجة على موقع "ebay" للتسوق الإليكترونى، أما مؤخراً فقام أحد المصريين بعرض عدد 10 قطع لعملة النصف جنيه المعدنية بمبلغ 9.97$، الغريب فى الأمر ليس فكرة المواطن المصرى الذى عرض العملات للبيع، ولكن رد فعل متصفحى الموقع، فوصلت طلبات شراء عملاته إلى 21 شخص أعلن استعداده لشراء مجموعة العملات، فحقق صاحب الجنيهات ربح قدره 176.5 جنيه مصرى مقابل كل مجموعة مكونة من 10 عملات من فئة النصف جنيه. لم يتوقف الأمر عند هذه التجربة التى نجحت بالفعل فى استبدال عملات النصف جنيه بما يفوق قيمتها بعشرات الأضعاف، بعد فترة من العرض الأول للعملات المصرية، توالت المحاولات لبيع الجنيه المصرى بالدولار، فعرض بائع مصرى أخر مجموعة من عملة الـ 10 جنيهات من العملات التذكارية بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة بمبلغ 14.97$ بائعاً حتى الآن اكثر من 31 مجموعة. واستمرت الظاهرة بعرض أحد الأشخاص للعملات المعدنية المصرية بكافة أشكالها بدءا من الشلن 5 قروش وحتى الجنيه بمبلغ 24.97$ بينما عرض أخر مجموعة من 25 جنيه من جنيهات قناة السويس التذكارية بمبلغ 39.97$ و عرض أخر العشرة جنيهات بصورتها القديمة و مسجد محمد على بمبلغ 14.99$. محاولات مستمرة أثبتت نجاحها، هى ما دفعت آخرين لعرض عملات مصرية أكثر قيمة فوصل الأمر لعرض العملة الورقية 100 جنيه و الـ200 جنيه بمبلغ 16.99$ و 25.71$ بعد التخفيض، والأغرب من كل هذا أن التجربة التى تعتمد على بيع "الفلوس" بفلوس تحولت إلى مشروع يدر ربحاً ولو ضئيلاً لأصحاب العملات المعروضة.