جسدت الدراما والسينما المصرية العديد من الشخصيات المختلفة التى تعبر عن الواقع الذى نعيشه من أحداث وأشخاص، لكن قد تكون أخطأت فى حق الأطباء وتجسيد شخصيتهم دون الرجوع أو التحدث معهم، فدائما نرى الطبيب النفسى مجنونا وغير متزن ويتميز بشكله المخيف وشعره المنكوش ونرى طبيب النساء متحرشا.
فظهر الفنان عبد المنعم مدبولى بشخصية الطبيب النفسى فى فيلم مطاردة غرامية أمام الفنان فؤاد المهندس، وكان من أشهر الجمل فى الفيلم "أنا مش طويل وأهبل أن قصير أوزعة"، وكانت هى وسيلة الدكتور لعلاج المريض، كما قدم "الدكتور شديد" دور الطبيب النفسى بشكل كوميدى، فى فيلم "عروس النيل"، واشتهر الفنان فؤاد خليل بدور الطبيب النفسى فى عدة أفلام ومسلسلات وتميز فيها بالطبيب الكوميدى المجنون.
ولم تنسى الدراما والسينما المصرية تشويه صورة طبيب النساء فى بعض الأعمال وأشهرها مسلسل دكتور أمراض نساء بطولة الفنان مصطفى شعبان وجسدت دور الطبيب "أبو عين زايغة"، مبررين ذلك بسبب كثرة تعامله مع النساء، والمشهد الشهير للفنانة جومانا مراد فى فيلم الفرح عندما تحرش بها طبيب النساء، وذلك عندما ذهبت لإجراء عملية جراحية لإعادة غشاء البكارة.
أثارت هذه الأعمال غضب الأطباء واتهموها بعدم الوعى ودراسة الشخصية الحقيقية للطبيب، حيث قالت الدكتور إيناس شوقى أخصائية الطب النفسى وعلاج الإدمان، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، خطأ كبير ما قامت به الدراما فى حق الأطباء النفسيين فمن المفترض أنها تعرض الصورة الحقيقة للمجتمع من خلال تجسيد الأشخاص والأحداث، لكن للأسف أصبحت فكرة أن الطبيب النفسى مجنون هى الفكرة الشائعة بين المصريين مبررين ذلك "من كتر ما قعد مع المجانين بقى مجنون زيهم"، لكن كان من الأولى أن يدرس المخرجون والمؤلفون شخصية الطبيب النفسى من خلال التعرف عليه والحديث معه وللأسف لم نصادف ذلك من قبل.
وأضافت "يعتقد الجميع أن المريض النفسى مجنون ومتهور بسبب تجسيد الفنانين صورة المرضى النفسيين أيضا بشكل غير صحيح لكنه إنسان عادى ويعانى من بعض الاضطرابات والأزمات النفسية التى عرضته لانهيار عصبى، وفى الوقت الحالى فإن أغلب الأمراض النفسية عبارة عن خلل فى كيمياء المخ وعلاجها دوائى مع التأهيل النفسى.
ويعتقد البعض أن الأمراض النفسية ليس لها علاج، وأن الطبيب النفسى ليس له دور غير التحدث مع المريض بدون أى فائدة، وذلك بسبب دعم رؤيتهم فى الصورة الخاطئة عن الطبيب النفسى.
ومن جانبها قال الدكتور عمرو حسن استشارى النساء والتوليد، لـ"انفراد"، لكل طبيب دوره العظيم الذى لا يمكن إنكاره لكن للأسف العاملين فى الدراما ليس لديهم الوعى الكافى بشخصية الطبيب، أو التقرب منه وفهم طبيعة عملة والتحدث عن المشاكل الذى يواجهها قبل تجسيد أى عمل.
وأضاف "لذلك تكونت عند الجميع فكرة أن طبيب النساء طول الوقت يتعامل مع السيدات، لذلك فهو "عينه زايغة"، لكن الوضع عكس ذلك تماما، فمثله مثل باقى الأطباء يقوم بأداء عمله على أكمل وجه، ولا يجوز الحكم على الناس إلا بعد التحدث معهم.
ووجه عمرو حسن رسالة إلى العاملين فى الدراما "لو عاوز تعمل فيلم أو مسلسل ناجح يجب أن تتعرف على الشخصية جيدا وتدرسها، ولا تأخذ على كلام المرضى فقط لكن تحدث مع الطبيب أيضا".