تربية الأطفال من أكثر التحديات التى يواجهها الآباء والأمهات، حيث كل يحرص كل منهم على ترسيخ الآداب والمفاهيم التى يراها ضرورية لتنشئة طفل سوى نفسياً واجتماعياً، ولأنهم يعتبرون العقاب جزأ لا يتجزأ من التربية، يلجأ معظمهم لاستخدام الضرب فى توجيه الطفل ومنعه عن ارتكاب الأخطاء، دون الوعى بأضرار ذلك النفسية فى المستقبل عليه، حيث يؤثر عليه كأب وزوج بشكل كبير.
تقول الدكتورة أسماء عبد العظيم استشارى الطب النفسى إن الضرب من السلوكيات الخاطئة التى تؤذى الطفل نفسياً وليس جسدياً كما يعتقد البعض، وتجعله يدرك أنه هو الأسلوب الوحيدة الذى يمكن من خلالها أن يجعل من أمامه يخضع لما يطلبه منه وينفذه، فنجده يمارس العنف والضرب مع زوجته وابنائه بشكل كبير، ودون وعى منه أنه يفعل ذلك.
يخلق الضرب لدى الطفل حين يكبر مفاهيم مفادها أنه الأداة الوحيدة التى ستساعده على تحقيق ما يريده، وتقتل لديه كل المفاهيم المتعلقة بالاحترام والنقاش والتفاهم والحوار، والتسامح أيضاً، ويجعله مقتنع بأن من يخطئ يجب أن يخضع للعقاب البدنى دون حوار أو نقاش، لأنه اعتاد على سلوك القهر منذ الصغر، وبالتالى سيقوم بممارسته على من حوله حين يصبح زوج وأب.
وتضيف عبد العظيم أنه رغم أن من الطبيعى أن يمارس الرجل نفس السلوك الذى تربى عليه، إلا أنه أيضاً قد يثبت عكس مقولة "فاقد الشيء لا يعطيه" ويقدم لأسرته ما فقده فى طفولته ببذغ شديد، ويعتمد فى سلوكه السوى على درجة وعيه التى تتشكل بالقراءة والإطلاع والثقافة القادرون على دفع الشخص للتفكير فى الخطأ والصواب، وتحويل الطاقة السلبية التى عانى منها طوال مرحلة طفولته إلى أخرى إيجابية تجاه أسرته.