أدوات لسن الآلات الحادة ومشاهد متكررة للسواطير والسكاكين بمختلف أشكالها وأحجامها، وتطاير الشظايا الذى أصبح مشهدا لا ينفصل عن وجدانه، وتركيز فى عمله لخطورة ما يقوم به وضحكة صافية تفيض بالبراءة تفوح بمكان العمل، كلها مشاهد اعتاد العامل فى تلك الورشة لسن الآلات الحادة على رؤيتها كل يوم.
صورة اليوم لقطة تجمع بين النقيضين.. فشتان بين حدة السلاح ولين قلب وابتسامة ذلك الفتى الصغير، لا أعرف اسمه ولا تفاصيل حياته ولكن المؤكد أنه أتى لهذا المكان مع أحد أقربائه الذين يمتهنون تلك المهنة إرثاً من جدود الجدود أو "صبى" يشق طريق سوق العمل والاعتماد على نفسه.
أما ذلك الشاب الذى كرس كل تفكيره فى تلك اللحظة فى التركيز فى سن السكين ونفض همومه مع تطاير الشظايا فهو مثال واضح للإيد المصرية الشغالة التى تقف جنداً مجهولاً خلف الكثير من الأعمال الواضحة والذى لا نعلم عن دوره فى كثير من الأحيان شىء.
أما ذلك الطفل الذى يجلس فكأنما جلس "يشرب الصنعة" ويتعلم كيف يصبح "أجدع أسطى" مثل الشاب الذى يسن السكين.
عالم من الأحلام المختلفة تحتضنه السكاكين المتراصة والتى بروزت الورشة معلنة عن إيد شغالة وعرق رجالة يسرى فى ذلك المكان، لقطة لا يمكنك عبورها بسهولة فهو بالتأكيد عالم من السعى وراء كسب لقمة العيش الحلال وهى الطريقة المثلى لتنشئة "طفل وشاب ورجل" على حق لا ينتظر إعالة أحد له بل يعتمد على نفسه منذ نعومة أظافره وليس ببعيد أن يكون هو مصدر الرزق داخل أسرته.