اشتمنى شكراً.. من الخليل كوميدى لدالى حسن وبعدين معاكى يا سوشيال ميديا

أذواق غريبة وشخصيات أغرب بدأت تجتاح مواقع التواصل الاجتماعى وتجدها تسللت للقنوات التليفزيونية ومنها للأفلام والمسلسلات لا تعلم مصدرها ولا معقولية طرحها وتواجدها بهذا الشكل لكنها أصبحت موجودة ومستحوذة على المشاهدات غصب عنك، فمنذ سنوات قليلة ماضية بدأ "الخليل كوميدى" بالظهور على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بمقاطع الفيديو التى يقوم بتقديمها وهى عبارة عن نكات لا تعلم مصدرها، لكن أقل ما يمكنك وصفها بها وهى أنها تشع سخفاً وثقلا، لكن سرعان ما تفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعى وبالرغم من أن تفاعلهم كان سلبياً والآراء ليست فى مصلحته لكنه كشخصية غريبة اعتبر ذلك نجاحاً واستمر وتوسع فى تقديمه لتلك المقاطع التى يسميها بالكوميدية. وبالفعل تمكن من حجز مقعداً لنفسه فى أشهر البرامج من برامج مقالب فى رمضان أو برامج حوارية عادية لتحاوره وتتوصل لحقيقة تلك الظاهرة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، لكن يبدو أن نجم الخليل كوميدى انطفأ وتمكن من تحقيق ما أراده بالشهرة وجذب الجمهور له بنكاته الغريبة. لتهل علينا فى الآونة الاخيرة "دالى حسن" التى لا تعرف كيف تصنفها مغنية أم ممثلة أم تطلق عليها أى مسمى لتقدم أغنيتها الشهيرة "ركبنى المرجيحة" بالاشتراك مع مغنى مغمور لتبدأ الأغنية بالانتشار ويتداولها رواد فيس بوك والمواقع الأخرى كما جرت العادة فى تلك المواقف. لكن ما حدث صباح اليوم يتطلب منا وقفة حول تفاعلنا مع هؤلاء وما نصدره من أفعال يستخدمونها فى صالحهم وصالح شهرتهم ولا نعلم حينها أننا نثبت أقدامهم أكثر من كوننا نريدهم أن يختفوا من الساحة الإعلامية. لتخرج علينا "دالى حسن" بمنشور على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وهى تعطى نصائح للفتيات فى كيفية رسم الأيلاينر فى منشور لا يمكنك أن تقف على حقيقته هل هو مزاح أم أنه حقيقة وعليك تصديقها وجاءت نصائحها للفتيات، مبررة بذلك أنها تلقيت الكثير من الرسائل على صفحتها الخاصة يطلبون منها توضيح كيفية رسمها للأيلاينر فقامت بتقديم النصائح للفتيات لتصبحن فى مثل جمالها وأناقتها. وهذا الموقف يجعلنا نتدبر ما حدث ونعطى رسالة لمن يتفاعلون من تلك النماذج على السوشيال ميديا، فلا تفكر أنه عندما تسخر منهم وترسل لهم الرسائل حتى يشعرون بحقيقة رأيك فيهم أنهم سيستمعون لك بل كما رأينا إنهم يردون السخرية بالتمادى والاستمرار على نفس المنوال والسير فى الطريق لآخره. ولم تتوقف النماذج عند ذلك الحد بل ظهر أيضاً المدعو "جذاب لدرجة العذاب" وهو شخص قام بعمل صفحة خاصة به على فيس بوك وبدأ ينشر صور له معدلة بالفوتو شوب مع معالم سياحية عالمية مثل برج إيفل وينشر عليها بعض العبارات المستفزة والتى تعبر عن شهرته وولع النساء والرجال به وتبرز شهرته رغم أنه شخص مغمور للغاية، لكن ما قام به مثل ذلك جعل الناس يتفاعلون مع صفحته ويتبادلون منشوراته واتخذ نفس أسلوب الخليل كوميدى أو دالى حسن. وللوقوف على السبب وراء ما نجده من هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعى سألنا الدكتور أحمد سعيد استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس وجاء رده: أن مثل تلك الشخصيات يعرفون من أين ينطلقون ويتغذون على سخرية الآخرين منهم والتفاعل السلبى يدفعهم للأمام ويزيد من أرضيتهم ووجودهم على مواقع التواصل الاجتماعى، مضيفاً أن خير وسيلة للتعامل مع مثل تلك النماذج هو التجاهل لأن التركيبة النفسية لهم تستهدف استفزاز الجمهور واللعب على تقديم ما يجعلهم يتفاعلون ويثيرون الجدل. فلا نعلم إلى أين ستأخذنا السوشيال ميديا ومن سيلمع غداً من تلك النماذج الغريبة.