مهما تخيلت أن الشوارع امتلأت واكتفت بما فيها، وأنه لا جديد وأن اليوم كالغد أو بعده دائماً ستجد القدر يثبت لك أن مفاجآته لم تكشف عن كل ما فى جعبتها بعد، تسير فى الشارع فتشاهد هذا وتتأمل ذاك، تفرح لابتسامة طفل وينقبض قلبك من ملامح وشوش حزينة لكن ستظل السخرية هى بطل الشباك الأول الذى يسيطر على كل المشاهد، ويرسل ومضات تجذب عيناك دون إرادة منك.
فلقطة اليوم هى مثال واضح لسخرية القدرية فما التقطته الكاميرا يجبرك على الوقوف والتأمل، لوحة أرقام سيارة الإسعاف تركت كل حروف الأبجدية واختارت أن تكون الحروف الموجودة على لوحة الأرقام بها هى "ق ب ر".
لا تعلم ما يريده منك القدر، تسأل نفسك فى تلك اللحظة هل الصدفة السيئة وغير المحسوبة هى التى جعلت أرقام سيارة الإسعاف تعبر عن القبر، أم أنها رسالة ضمنية "عشان نبقى عالمكشوف" فبمجرد ركوبك لتلك السيارة ستجد الفرصة متاحة أمامك لدخول القبر بسهولة.
صورة اليوم
بالطبع إنها مجرد حروف ولكن سخرية القدر التى جمعت تلك الحروف بجانب بعضها لتتراص على ظهر سيارة الإسعاف التى دورها الحقيقى والمعلن إغاثة وإسعاف الأرواح، لكن من يعلم ربما تكون تلك السيارة دوناً عن مثيلتها من السيارات احتفظت لنفسها بخاصية "توصيل الموتى" وليست وسيلة لإسعاف المرضى وتوصيلهم للمستشفى، وعلى أى حال فلقطة اليوم تثبت أن مفاجآت المشاهد من الشارع لم ولن تنتهى فنحن فى انتظار المفاجأة القادمة على ظهر سيارة أخرى.