واحدة من العبارات التى تلتقطها عيناك على جوانب مراكب الصيد الصغيرة، تبركًا برعاية الله لتلك الفئة، وتفاؤلًا بخروجهم على باب الله متوكلين وباحثين عن رزق اليوم، صورة اليوم لامرأة مصرية، بوجه وملامح بصم عليها الزمن وزينت تقاسيمها أشعة الشمس، وقفت على مقدمة مركبها الصغيرة ترمى الشباك لتجسد تلك العبارة بالفعل، فما يحفظها ويعينها على استكمال عملها هو وقوف الخالق بجانبها فى تلك اللحظة.
فبضحكتها الباعثة للأمل، وجلابيتها وتعصيبتها"الحلوة" تخرج تلك المرأة كل يوم تبحث عن رزق اليوم فى باطن البحر، ظهرت فى المشهد وكأنها بطلة تقود أسطول بحرى وليس مركب صيد صغير، وأجبرت عدسة الكاميرا على التوقف وتسجيل تلك اللحظة، تتدبر ملامحها فترى روح نساء مصر الطيبة والأمهات فى كل بيت والتى تملأ الحياة بركة،ألقت بالشباك، وانتظرت تسحبها لترى ما أهداها القدر والرزق بين خيوط الشباك، تكرر ذلك كل يوم بكل رضا داخلى لتتمكن من إعالة أسرتها والبحث عما يكفيها لسد متطلبات المعيشة.