تعقد منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شركائها ، المؤتمر العالمي الأول حول تلوث الهواء والصحة في جنيف خلال الفترة من 29 أكتوبر الجاري إلى الأول من نوفمبر المقبل لحشد العالم نحو الالتزامات الرئيسية لمكافحة هذه المشكلة.
ودعا مدير عام منظمة الصحة تيدروس جيبريسوس المجتمع الدولي إلى ضرورة مواجهة مخاطر الهواء الملوث الذي يستنشقه مليارات البشر يوميا..قائلا :"إن لا أحد يسلم من تلوث الهواء كما أن الضباب الدخاني يسود العالم هذه لحظة حاسمة ويجب أن نزيد العمل للاستجابة على وجه السرعة لهذا التحدي"..مضيفا : "يمكن تجنب حدوث وفيات وإعاقات في حال تم مواجهة ظاهرة تلوث الهواء".
وذكرت المنظمة ، على موقعها الالكتروني ، أنه بينما يزداد العالم سخونة وأكثر ازدحاما تستمر المحركات في ضخ انبعاثات قذرة ونصف العالم لا يستطيع الوصول إلى الوقود أو التكنولوجيات النظيفة والهواء ذاته الذي نتنفسه يزداد تلوث بشكل خطير .. لافتة إلى أن 9 من 10 أشخاص يتنفسون الآن الهواء الملوث الذي يقتل 7 ملايين شخص كل عام.
وأوضحت أن عدم وجود الضباب الدخاني المرئي لا يشير إلى أن الهواء صحي ، ففي جميع أنحاء العالم تشهد كل من المدن والقرى ملوثات سامة في الهواء تفوق متوسط النسب الموصى بها في إرشادات جودة الهواء الخاصة بمنظمة الصحة العالمية.
وهناك نوعان رئيسيان من تلوث الهواء، تلوث الهواء المحيط (التلوث الخارجي) والتلوث المنزلي (أو الداخلي الذي يشير إلى التلوث الناتج عن احتراق الوقود المنزلي (الفحم أو الخشب أو الكيروسين) باستخدام المواقد الأساسية في الأماكن سيئة التهوية.
ويقتل تلوث الهواء المنزلي 4 ملايين شخص في السنة وينتشر بشدة في إفريقيا وآسيا ، حيث يتم استخدام الوقود والتكنولوجيات الملوثة كل يوم وخاصة في المنزل لأغراض الطهي والتدفئة والإضاءة وتتأثر النساء والأطفال، الذين يميلون إلى قضاء المزيد من الوقت في الداخل، أكثر من غيرهم.
وقدمت المنظمة ، عدة نصائح للحد من هذه المشكلة الخطيرة منها الحد من المشي في الشوارع المزدحمة خلال ساعة الذروة .. قائلة : "إذا كان لديك طفل صغير معك حاول رفعه فوق مستوى عوادم السيارات وعندما تقوم بنشاط بدني في الهواء الطلق حاول ممارسة التمارين في مناطق أقل تلوثًا..الحد من استخدام السيارات في أيام ملوثة للغاية، عدم حرق النفايات حيث إن الدخان يضر بصحتنا".
يذكر أن أكثر من 90 % من سكان العالم يستنشقون هواء ملوثا، فيما تواصل الأبحاث الكشف عن التأثير المدمر لذلك على الصحة، لا سيما صحة الأطفال، وذلك حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.