كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فى تقرير لها أن الأبحاث تشير إلى أن استعمال الخيط فى تنظيف الأسنان، لا يقلل فقط من خطر الإصابة بأمراض اللثة، بل قد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بنوبة قلبية ومرض الزهايمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسات الحديثة أكدت أن إستعمال الخيط لا يحمى اللثة من الالتهاب فحسب، ولكن القلب أيضا، بل قد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالخرف.
ما الذي يربط صحة الفم بهذه الأمراض؟
الجواب هو الالتهاب، حيث أن نفس البكتيريا التي تسبب تورم اللثة، قد تنتقل أيضًا عبر الدم إلى أعضاء أخرى، حيث تسبب أضرارًا بمرور الوقت،لكن في بعض الأحيان، لا يتم إيقاف الالتهاب بمجرد حدوثه، فهو يتطور ليصبح مزمنا.
وقالت الصحيفة، أن الالتهاب المزمن يلعب دورا مهماً في الأمراض التي تتراوح من أمراض القلب والسرطان، إلى الخرف، والاكتئاب، يزعم بعض الناس أن الالتهابات المزمنة تؤدى إلى الإصابة بالخرف.
وقال التقرير، إن أحد الأشياء المعروفة التى تسبب الالتهابات المزمنة، وجود مصدر دائم للعدوى، مما يبقي الجهاز المناعي في حالة تأهب قصوى، وهنا يأتي دور الخيط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفم مليء بمليارات البكتيريا، معظمها غير ضارة، ومع ذلك، يتحد البعض مع أجزاء من بقايا الطعام لتشكيل لوحة تلتصق بأسنانك، ما لم يتم إزالة البلاك بالفرشاة والخيط، مضيفة أن البكتيريا الموجودة في البلاك ستخلق حمضًا يدمر مينا أسنانك، كما أنها تنتج السموم، والتي يستجيب لها الجهاز المناعي، مما يسبب الالتهابات.
وأكد التقرير أن ما يمكن أن يبدأ مثل التهاب اللثة، يمكن أن يصبح التهابا مزمنا في الأنسجة التي تدعم اللثة، وهذا يمكن أن يؤدي بدوره إلى تدمير العظام، لكن هذه ليست نهاية القصة، لأنه إذا كان لديك الكثير من تلك البكتيريا الضارة في فمك، فهناك خطر من أن البعض سيهرب إلى دمك، ويسير حول جسمك عبر الدورة الدموية، مما يسبب مزيدًا من الضرر، حيث أن هناك علاقة بين إصابة اللثة وتلف الشرايين وقلبك، أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، من أولئك الذين يتمتعون بنظافة فموية أفضل.
ولكن ماذا عن الدماغ؟
قدمت دراسة نشرت في وقت سابق من هذا العام، أول دليل على أن إلتهاب الفم، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وفى هذه الدراسة، قام باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة لويزفيل بالولايات المتحدة الأمريكية بفحص أدمغة الأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض الزهايمر، وقارنوهم بالأشخاص الذين توفوا في سن مماثلة، ولكن دون علامات الخرف، ووجد الباحثون أن أدمغة الأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض الزهايمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا التى تصيب اللثة، والتي تعد من الأسباب الشائعة لمرض اللثة الحاد، كما اكتشفوا وجود السموم التي تنتجها البكتيريا.
وذهب العلماء لإظهار ذلك على الأقل في الفئران، حيث أن هذه البكتيريا لا يمكن أن تنتقل فقط من الفم إلى المخ، ولكن بمجرد وجودها فإنها تدمر أنسجة المخ، وأوضحت الصحيفة، أنه في المخ وفي محاولة للدفاع عن نفسه، ينتج لويحات أميلويد، وهي سمة شائعة والمسببة لمرض الزهايمر.