كشف باحثون فى "معهد كارولينسكا" بالسويد أن عنصر الليثيوم المستخدم فى العقاقير يمكن أن يساعد فى عكس الضرر الناشئ عن علاج أورام المخ لدى الأطفال بعد فترة طويلة من حدوثه.
وأشار هؤلاء الباحثون إلى أن سعة الذاكرة وقدرة التعلم لدى الفئران تتحسن إذا ما تم علاجها بعنصر "الليثيوم" بعد خضوعها للعلاج الإشعاعى للمخ، وجمعت الدراسة مجموعتين الأولى ضمت الفئران التى تم تعريضها للإشعاع فى وقت مبكر من الحياة، ومن ثم أعطيت الليثيوم فى مرحلة المراهقة حتى البلوغ، بينما ضمت المجموعة الثانية فئرانا لم تخضع للإشعاع.
ولاحظ الباحثون، فى سياق نتائج الدراسة التى نشرت فى عدد نوفمبر من مجلة "الطب النفسى الجزيئى"، زيادة فى تكوين خلايا عصبية جديدة بمنطقة مهمة للذاكرة (الحصين) خلال الفترة التى تلقوا فيها الليثيوم، لكن نضجهم فى خلايا عصبية كاملة لم يحدث إلا بعد توقف علاج الليثيوم.
وقال الباحثون، "من هذا نخلص إلى أن الليثيوم، على غرار هذا النموذج، يمكن أن يساعد فى التئام الضرر الناجم عن العلاج الإشعاعى، حتى بعد فترة طويلة من حدوثه".
وقال "كلاس بلومجرن"، استشاري وأستاذ طب الأطفال فى قسم صحة المرأة والطفل بمعهد كارولينسكا، "فى السنوات القليلة الماضية أصبح علاج الأورام عند الأطفال أفضل فى إنقاذ الأرواح، ولكنه يفعل ذلك بتكلفة عالية.. تقريبا جميع الأطفال الذين تلقوا العلاج الإشعاعى لورم فى المخ يعانون من مشاكل إدراكية أكثر أو أقل خطورة.. وهذا يمكن أن يسبب صعوبات فى التعلم أو التنشئة الاجتماعية وحتى الإبقاء على وظيفة في وقت لاحق من الحياة".