يعتقد الكثيرون أن تناول الطعام المطبوخ بالزيوت النباتية أو زيت الزيتون بدلا من الزبد يقلل نسبة الكولسترول فى الدم، ومن ثم يحمى الإنسان من الإصابة بأمراض القلب، إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد الصحة الوطنية الأمريكية ونشر نتائجها الموقع البريطانى"ديلى ميل" كشفت خطأ هذا الاعتقاد.
وفى السياق أوضح الدكتور ياسر البغدادى أستاذ أمراض القلب بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، أن الكولسترول هو السبب الرئيسى للإصابة بأمراض القلب المختلفة والسكتات الدماغية، فنتيجة تناول كميات من الزبد والسمن البلدى أكبر من قدرة امتصاص الكبد لها يؤدى إلى تراكم الدهون والكولسترول داخل الأوعية الدموية والشرايين خاصة الرفيعة فى القلب والمخ.
وأضاف أستاذ أمراض القلب لـ"انفراد": "هناك قاعدة ثابتة تقول إن كل شىء صناعى وليس طبيعيا يؤثر سلبا على صحة الإنسان بما فى ذلك السمن الصناعى، لكن الزيوت الطبيعية المستخرجة من نباتات مثل زيت الزيتون، تحمى من أمراض القلب، ومن هنا لجأ الكثيرون إلى الزيوت النباتية خاصة زيت الزيتون ولكن بشكل غير صحى، حيث أفرطوا فى استخدامها ما أدى إلى نفس الآثار الجانبية التى تحدث عند استخدام الزبد والسمن وأرزها الإصابة بأمراض شرايين القلب والمخ".
ونصح الدكتور ياسر البغدادى بتناول كميات صغيرة من الزيتون النباتية تتراوح بين ملعقة و3 ملاعق فى اليوم على الأكثر تقدير إن لم يكن أقل، والاستغناء عنها فى غالبية الأطعمة أفضل، مع عدم تسخين زيت الزيتون حتى لا يمثل خطورة على الصحة.
ووجدت الدراسة الأمريكية أن الذين يعتمدون فى الحصول على الدهون الصحية من الزيوت النباتية يشهدون تراجعا فى معدلات الكولسترول، إلا أن التحسن الذى يشهده المريض بسبب انخفاض الكولسترول لم يترجم لانخفاض فى معدلات الإصابة بأمراض القلب أو مخاطر الوفاة مقارنة بهؤلاء الذين يأكلون الزبد، مشيرة إلى أن هؤلاء الذين شهدوا الانخفاض الأكبر فى مستويات الكولسترول باتوا الأكثر عرضة لمخاطر الوفاة.