"لا بيت يخلو من المشاكل".. هذه العبارة تعرفها كل الأسر المصرية، حيث تواجه الأسر مشاكل عديدة، ولكن الذكاء فى التعامل مع هذه المشاكل يختلف من أسرة لأخرى، حتى لا يؤثر سلبًا على الأبناء وقد يؤدى إلى نتائج خطيرة.
وبعد انتحار طالبة فى المرحلة الثانوية الأحد الماضى بإلقاء نفسها من الطابق السابع بسبب مرورها بحالة نفسية سيئة نتيجة انفصال والديها يجب أن ينتبه الآباء والأمهات حتى تكون مشاكلهم سببا فى تدمير أبنائهم.
وفى هذا التقرير تقدم أسماء عبد العظيم، أخصائية العلاج النفسى واستشارية العلاقات الأسرية، مجموعة من النصائح للآباء والأمهات حتى يتجنب أبناؤهم التأثيرات السلبية لهذه المشكلات، وحتى لا يتأثر أبناؤهم بضغوط الحياة التى يواجهونها.
وتقول أسماء عبد العظيم: "إن ضغوط الزوجين فضلا عن سوء الاتصال بينهما واختفاء لغة الحوار يؤثر سلبًا على الأبناء، فالآباء هم مصدر الأمان للأبناء". وتضيف أن العلماء يرون أن العصر الذى نعيشه هو عصر القلق، وأن دور الأسرة يأتى لتخفيف حدة القلق لدى أبناءها، كما أن كثرة المشاحنات قد تدفع بالأبناء إلى الإحساس بغياب الأمان والطمأنينة وظهور العديد من الاضطرابات النفسية مثل: القلق والصمت الاختيارى وفشل التفاعل الاجتماعى والاكتئاب الذى قد يؤدى بهم إلى الانتحار، وكذلك قد يؤدى إلى مشاكل سلوكية مثل العدوانية واضطربات النوم واضطرابات الطعام وسوء التحصيل الدراسى.
وتشير إلى أن معظمنا آباء وأمهات وجميعنا ندرك حجم الضغوط التى تواجه كل أم وأب، لذلك نعرض الضغوط النفسية وكيفية التغلب عليها حتى لا تؤثر بالسلب على الأبناء من خلال مجموعة من الخطوات:
1- ابحث عن مساعدة المتخصصين إذا كان هناك دلائل على وجود مشاكل فى العلاقة الزوجية أو العلاقات العائلية بشكل واضح ومميز.
2- قم بإعادة ترتيب أولوياتك وتعديل القيم وأسلوب حياتك مراعاة لظروف طفلك، فعلى سبيل المثال قم بعمل قائمة بالأنشطة التى تقيمها، والتى تعتقد أنها هى التى تستحق وقتك وجهدك، ومن الممكن أن تشتمل هذه القائمة العمل وتنظيف المنزل ومشاريع حول المنزل ووقت مع الأطفال، ومع الشريك مع ترتيب الأنشطة من الأكثر قيمة إلى الأقل قيمة.
3- استخدم خطط معينة للتغلب على الضغوط مثل:
- الاسترخاء: استلقى على كرسى مريح واستحضر منظر جميل بحر وشجر ورمال وأصوات الطيور.
- اجعل ساعة فى اليوم لك وحدك قم بها بأى نشاط أو عمل تحبه.
- تحديد وقت لتقضيه مع زوجك أو زوجتك بعيداً عن الأطفال.
- ابحثى عن المساعدة الاجتماعية ( صديقة أو أخت).
- قم بتنمية العادات الصحية الجيدة مثل: أداء الرياضة المحببة لديك، اتباع حمية غذائية.
- انتفع بالوسائل الفعالة فى حل المشكلات: وهى تقبل المشكلة وتحديدها أمامك والنظر إليها بنظرة كلية وابعد نفسك عن التركيز فى حجم الألم الذى ألحق بك وأطرح أكثر من حل للمشكلة واختار الحل الأنسب لك ولأسرتك.
4- خطط لتغيير حياتك (فقط اسأل نفسك الأسئلة الآتية):
ما أهدافك بالحياة؟ هل حققت أى منها؟ إن كان نعم فما الذى جعلك تنجح فى تحقيق أهدافك؟ وإن كان لا فلماذا أخفقت فى تحقيق الأهداف؟ ما هو الدرس الذى تحمله لك كل مشكلة؟ كيف تحول المحنة إلى منحة وما هى نقاط قوتك وما هى نقاط ضعفك وكيف تتغلب على نقاط ضعفك؟
5- كن هادئا مع الأطفال وحاول أن تكون على علم أكثر بدينك وبأفكارك وأفعالك عندما تتفاعل مع طفلك.
6- تقبل طفلك بكل حالته وتذكر أنه يلاحظ تصرفاتك وطريقة تعاملك وسيكون نسخة طبق الأصل منك.
7- على كل من الوالدين أن يسألوا الطفل عن أكثر الأشياء التى يحبها، ومن المهم التنوع فى المكافآت، ولا يجب أن تكون مبالغا فيها دائماً كذلك، حاول أن تؤكد الامتيازات الاجتماعية بدلا من المكافآت المادية.