كشف دراسة جديدة أن الميكروبات التي تعيش في الأمعاء قد تكون وراء سلوك مشكلة طفلك، فإذا كان الطفل لا يستمع إلى تحذيراتك المتكررة على مدار اليوم في المنزل، فقد حان الوقت أذن للتحقق من جودة الطعام لأن الميكروبيوم وهي نوع من البكتيريا في القناة الهضمية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد سلوك الأطفال.
وقال الباحثون فى الدراسة التى نشرت فى مجلة " mBio " إنه تم فحص الأطفال في سن المدرسة المبكرة (في الفئة العمرية 5-7 سنوات)، حيث ظهر وجود صلة بين البكتيريا في أمعائهم وسلوكهم، مضيفًا أن الآباء يلعبون دورًا رئيسيًا في الميكروبيوم لأطفالهم إلى ما بعد الطعام الذي يتناولونه تزود.
وأوضح الباحثون من جامعة أريجون الأمريكية أن فترة الطفولة هي فترة تكوينية من التطور السلوكي والبيولوجي يمكن تعديلها للأفضل أو الأسوأ ، من قبل مقدمي الرعاية والبيئات التي يساعدون في تحديدها، حيث تتأثر مسارات تنمية الأطفال بجيناتهم وعوامل البيئة الخاصة بهم، وكذلك بفعل مجتمع الميكروبات التي تعيش داخل أجسامهم وحولها ، فتحتوي الميكروبات المعوية على أكثر من 10 تريليونات من الخلايا الميكروبية من حوالي 1000 نوع بكتيري مختلف.قام الباحثون ، الذين شملهم علماء من جامعة ستانفورد وجامعة مانيتوبا ، بمسح الميكروبات المعوية لدى 40 طفلاً في سن الدراسة، ثم قاموا بجمع البراز من الأطفال وأولياء الأمور، الذين قاموا بملء استبيانات حول المخاطر الاجتماعية والاقتصادية، والخلل في السلوك، وسلوك مقدم الرعاية، والتاريخ المرتبط بالأمعاء (مثل استخدام المضادات الحيوية) لمدة أسبوع.
لقد استخدموا تقنية تُعرف باسم metagenomics لتطبيق تسلسل الجينوم الكامل على جميع الكائنات الموجودة في البراز، وهذه التقنية تعطي فكرة عن الميكروبات التي تعيش في الأمعاء ووظائفها، وأظهر التحليل أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية وإجهاد اجتماعي أعلى، لديهم ملامح ميكروبيوم مختلفة عن الاطفال ذو السلوك المعتدل.
وأوضحت الدراسة أنه من المأمول أن تظهر الدراسات المستقبلية ما إذا كانت أنظمة الإفراز هذه، لها تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على محور القناة الهضمية وأي الكائنات الحية التي تحمل هذه الأنظمة.