قالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يخشى الخبراء أن تشكل البكتيريا الخارقة تهديدًا خطيرًا لمرضى السرطان في بريطانيا، ويمكن أن تقتل عددًا أكبر من الأشخاص مقارنة بفيروس كورونا بـ Covid-19، مضيفة "نحن في منتصف جائحة فيروس كورونا، ومع ذلك يسأل بعض كبار خبراء العدوى في بريطانيا بهدوء سؤالاً مذهلاً: هل ننسى تهديدًا أكبر للبشرية؟"، يأتي هذا التهديد من البكتيريا التي تتعلم بشكل تعاوني لمقاومة أقوى الأدوية لدينا، مما يعرض صحتنا وحياتنا للخطر.
حصيلة هائلة...
وأضافت الصحيفة، توفي ما يصل إلى 2985 شخصًا في إنجلترا من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية في عام 2018، كما أصيب 60.788 مريضاً، وهو ما يمثل ارتفاعاً يقارب 10% عن العام السابق، في العام الماضي 2019، قفز إجمالي عدد الإصابات مرة أخرى إلى 90173، وفقًا للأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية البريطانية" NHS"، تشير هذه الاحصائيات إلى أن الحالات المقاومة للمضادات الحيوية في إنجلترا ارتفعت بنسبة الثلث تقريبًا في السنوات الأربع الماضية، في الولايات المتحدة، يعاني أكثر من 2.8 مليون شخص من عدوى مقاومة للمضادات الحيوية يتم تشخيصها كل عام، ويموت 35 ألف.
يحذر الخبراء، من أنه من المثير للقلق انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، حيث يتعين علينا الاستعداد لوقت تصبح فيه الأمراض الشائعة مثل التهاب الحلق، والتهاب المسالك البولية، والتسمم الغذائي غير قابلة للعلاج.
وأضافت الصحيفة، عبر خبراء السرطان فى هيئة الخدمات الصحية البريطانية"NHS"، عن مخاوفهم من أن العلاج الكيميائي لن يكون قريبًا خيارًا للمرضى لأنه قد يجعلهم أكثر عرضة لمثل هذه العدوى، لكن بعض الخبراء يخشون من أن فيروس كورونا قد يصرفنا عن مخاطر مقاومة المضادات الحيوية.
قال تيموثي والش، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الطبية في جامعة كارديف، إن مقاومة المضادات الحيوية، في معظم التقديرات، تقتل 800 ألف شخص سنويًا في جميع أنحاء العالم، بحلول عام 2050، ستقتل 10 ملايين شخص سنويًا، ومع الجهود والتمويل العالمي الحالي، بحلول عام 2021، قد يكون هناك لقاح لفيروس كورونا Covid-19، ومن المحتمل أن ينتهي خلال 18 شهرًا.
يقول اللورد أونيل، رئيس مركز أبحاث تشاتام هاوس، الذي قاد مراجعة عالمية للحكومة البريطانية لمقاومة المضادات الحيوية في عام 2016، إن الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية هو السبب الرئيسي لظهور البكتيريا المقاومة، في العام الماضي، ذكر تقرير في مجلة الأمراض المعدية العالمية، إن الإفراط في وصف الأدوية، والإفراط في استخدامها في الزراعة، إلى جانب المضادات الحيوية ذات الجودة الرديئة في العالم النامي، والتي لا تقتل البكتيريا، والأدوية التي تباع بدون وصفة طبية، كانت من أهم الأسباب لانتشار هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وأوضح ، أنه بينما تبذل جهود عالمية للحد من استخدام المضادات الحيوية، إلا أنها تهدد بأن تكون قليلة جدًا ومتأخرة جدًا.