يعانى الكثيرون من بعض الأمراض المناعية، ومنها مرض التهاب العضلات، والذى قد يمثل فى بعض مراحله خطورة على الإنسان فى حالة إهمال العلاج.
يقول الدكتور عادل محمود، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الروماتيزمية، إن التهاب العضلات والجلد يعد أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم المختلفة، ولا تزال الأسباب الحقيقية لخلل جهاز المناعة غير معروفة، ويعتقد الكثير من الباحثين أنه ناشئ عن التهاب فيروسى سابق يقوم بتحفيز جهاز المناعة بصورة غير طبيعية، مما يتسبب فى حدوث هذا المرض، ويصيب هذا المرض الأنسجة الضامة (الخلايا والألياف التى تضم مكونات أعضاء الجسم معا لتكوين نسيج هذا العضو)، ويظهر تأثيره على العضلات والجلد على هيئة التهابات مزمنة.
وأشار د.عادل محمود إلى أنه يصاحب هذا المرض عدة أمراض مناعية وروماتيزمية أخرى مثل تصلب الجلد المناعى والتهاب الأوعية الدموية ومرض الذئبة الحمراء، وفى 15 إلى 20% من الحالات قد ينتج عنه "أورام سرطانية" داخل الجسم مثل سرطان المبيض والجهاز الهضمى والرئة.
ويوضح أستاذ الأمراض الروماتيزمية أن هذا المرض يسبب "وهن شديد" بالعضلات، خاصة عضلات الكتفين ومنطقة الحوض وأعلى الفخذين، ويصاحب ذلك ظهور طفح جلدى على الوجه وحول العينين والرقبة وأعلى الصدر واليدين، كما يلاحظ وجود ترسبات صلبة من أملاح الكالسيوم تحت الجلد، وتظهر بوضوح فى صور الأشعة لدى المرضى.
ويتم التأكد من وجود المرض بعمل الفحوصات التى تؤكد ارتفاعا شديدا بإنزيمات العضلات وعلامات الالتهاب، وكذلك الأجسام المضادة التى يفرزها الجهاز المناعى، وفى بعض الأحوال نلجأ إلى عمل رسم العضلات لإثبات تشخيص المرض.
ويعتمد العلاج بعد استبعاد وجود أورام مصاحبة على مشتقات الكورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة، وتعتبر فرص العلاج للمرضى أفضل بكثير هذه الأيام، بفضل سهولة التشخيص ووجود العقاقير المناسبة التى باستخدامها يمكن السيطرة على المرض سريعا، وأثبتت الأبحاث الأخيرة أن أكثر من 90% من المرضى تبقى حالاتهم مستقرة تماما لسنوات عديدة هذه الأيام.