الأبناء هم عيون أمهاتهن والمحافظة عليهم واجب ضرورى تقوم به الأم فى كل لحظة، وتهتم غالبية الأمهات بصحة أبنائهم ولا ينتبهون لضعف عيونهم إلا فى مرحلة ما بعد الدراسة، ومن بين الأمراض التى قد تصيب الأطفال دون أن ينتبه لها الأهل هو "القرنية المخروطية".
ويعرفنا عليها الدكتور كريم السواح أخصائى الرمد فى معهد بحوث أمراض العيون: "تعتبر القرنية أول سطح يمر به الضوء للوصول لداخل العين وهى تعتبر الحاجز الزجاجى الأمامى للعين ومن الأجزاء المهمة المسئولة عن رؤيتنا للأشياء وممارسة حياتنا اليومية ومن الأمراض الشائع حدوثها بالقرنية بين الأطفال هى القرنية المخروطية، والتى يقل فيها سمك القرنية لدرجة رفيعة فتأخذ شكلا مخروطيا عن الطبيعى يؤدى إلى اختلال دخول الأشعة داخل العين وضعف النظر.
ويضيف، تحدث الإصابة بالقرنية المخروطية لكل فرد من بين 2000 شخص فى العالم وتصيب الفئة العمرية الصغيرة والمتوسطة حتى عمر الـ30، ومن الصعب حدوثها بعد هذا السن، لذا ينصح بالكشف الدورى على عيون الأطفال حتى سن الـ20 بشكل منتظم.
وعن أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية يقول الدكتور "كريم السواح" هناك نظريات كثيرة تفسر تعددت أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية، ومن أقرب الأسباب لمصر هو العامل الوراثى وتكون مصاحبة لأنواع مزمنة من الحساسية الرمد الربيعى تؤدى إلى ضعف فى طبقة الكولاجين المسئولة عن تماسك هيكل القرنية وينتج عن هذا الضعف حدوث القرنية المخروطية.
ويشير الدكتور "كريم" إلى أعراض القرنية المخروطية وهى..
- يشعر الفرد بوجود زغللة دائمة للرؤية لا تتحسن مع النظارات
- يزداد الشك بالإصابة بالقرنية المخروطية مع حدوث تغيير سريع فى مقاس النظارة فى فترات صغيرة تصل إلى أقل من 6 أشهر حيث إن تغيرات العين فى القرنية المخروطية من الممكن أن تكون سريعة خلال أشهر ومن الممكن أن تكون بطيئة فتأخذ سنوات
- عدم القدرة على المشاهدة ليلا مع وجود حساسية للضوء
ويوضح: "يتم تشخيص القرنية المخروطية عن طريق الفحص الطوبوجرافى للعين (pentacam) وليس عن طريق الفحص الإكلينيكى فقط، وتأتى خطور القرنية المخروطية فى تأثيرها المباشر على الرؤية، حيث يصعب النظر بدون نظارات أو عدسات لاصقة وفى المراحل المتقدمة للمرض تؤدى إلى حدوث سحابات على القرنية تمنع الرؤية تماما، ويكون هنا خيار زرع القرنية الحل الوحيد للعلاج.
أما عن علاج القرنية المخروطية يكون هناك عدة اختيارات وفقا للحالة الصحية التى وصل إليها المريض..
- فى المراحل الأولى تكون النظارة أو العدسات اللاصقة اللينة حلا كافيا لإعادة النظر بشكل طبيعى
- فى المرحلة التالية يختار المريض الأنسب لحالته من بين الاختيارات التالية..
1- العدسات الصلبة التى تضغط على سطح القرنية لتعويض عدم انتظامه هو الحل الأمثل.
2- زراعة الحلقات ويتم عن طريقها زرع حلقات نصف دائرية داخل القرنية تؤدى رجوع منتصف القرنية إلى انتظامه
3- تثبيت وتقوية القرنية ( crosslinking) ويتم عن طريقها تعريض سطح القرنية إلى أشعة فوق بنفسجية بعد وضع مادة معينة تؤدى إلى تقوية هيكل القرنية ثلاثة مرات عن الطبيعى ويمنع تقدم المرض بالعين.
وفى المراحل الأخيرة من المرض يكون الاختيار الأمثل لزرع القرنية ويتم أخذ قرنية من متبرع متوفى وهى مثل زراعة أى عضو بالجسم تحمل نسبة رفض وتحتاج إلى وقت طويل يصل إلى سنة حتى تتحسن الرؤية.
