أكد الدكتور ياسر عبد الرؤوف - أستاذ السكر والغدد الصماء بطب طنطا، عضو اللجنة العلمية والمنظمة لمؤتمر جمعية الدلتا للسكر، المنعقد حاليا بالقاهرة - أن هناك قواعد وعلاجات خاصة بمرضى السكر الذين يعانون الفشل الكلوى.
وقال الدكتور ياسر، خلال افتتاح المؤتمر السنوى الثالث لجمعية الدلتا للسكر، المنعقد فى الفترة من 18 إلى 20 مايو الحالى برئاسة الدكتور محمد قمر، إن طبيعة هؤلاء المرضى تختلف عن مرضى السكر العاديين، موضحا أن الفشل الكلوى يؤثر على إخراج أدوية السكر من الجسم، كما أن المحاليل المستخدمة فى الغسيل الكلوى تحتوى على كمية من الجلوكوز تؤدى إلى حدوث خلل السكر لدى هؤلاء المرضى.
وأشار إلى أن مرضى الفشل الكلوى يعانون من خلل فى حركية المعدة والجهاز الهضمى، مما يؤثر على امتصاص الجلوكوز، وبالتالى ينعكس على تأثير جرعات الإنسولين وأدوية السكر المختلفة التى يمكن إعطائها لهؤلاء المرضى.
وأكد د. ياسر أن الإنسولين هو العلاج الأمثل لمرضى النوع الأول والثانى من السكر للمصابين بالفشل الكلوى، والذين يعيشون على الغسيل الكلوى، موضحا أنه من السهل ضبط جرعات هذا الدواء مع مرضى الفشل الكلوى إلا أن بعض المرضى لا يتقبلون العلاج بالإنسولين وهنا يمكن السماح لتناول الأقراص بدلا من الإنسولين، ولكن بشروط معينة والتحكم فى جرعات هذه الأقراص.
وأوضح "ياسر" أن هناك مشكلة أخرى بالنسبة لمرضى الفشل الكلوى المصابين بالسكر، وهى مرحلة ما بعد زراعة الكلى، مؤكدا أن الأدوية المستخدمة لمنع رفض الكلى "مثبطات المناعة" قد تؤثر على ضبط سكر الدم، مما يستدعى برنامجا دقيقا لتقييم هذه الفئة من المرضى والتعامل معها، موضحا أن أنسب أدوية لعلاج السكر فى هذه الفئة هى الإنسولين ومثبطات إنزيم الـDDP4، مؤكدا أن علاج هؤلاء المرضى يتم تفصيلة حسب ظروف كل مريض.
وقال ياسر إن المؤتمر يكتسى بأهمية خاصة هذا العام، مشيرا إلى أن جمعية الدلتا للسكر ستطلق بروتوكول علاج مرض السكر النوع الثانى للمرضى المصريين بالشكل الذى يلائم الظروف الاقتصادية والثقافية للمريض المصرى، موضحا أن المؤتمر يناقش برنامجا جديدا للوقاية من مرض السكر فى منطقة الدلتا وهو برنامج قابل للتطبيق على مستوى مصر كلها، كما يناقش أيضا علاقة مرض السكر بالكلى وكيفية الوقاية من تأثير السكر على الكلى، وأيضا علاج السكر فى مرضى الكلى الذين يتم غسيل كلوى لهم، وأيضا علاج مرض السكر فيما بعد زراعة الكلى، كما أن هناك جلسة خاصة للتعامل مع أمراض القلب والجهاز الدورى فى مرضى السكر من حيث الأدوية والجراحة.
وأشار ياسر إلى أن المؤتمر يناقش العلاقة الوثيقة ما بين مرض السكر وأمراض الجهاز الهضمى والكبد، حيث سيتم تخصيص جلسة عن العلاقة بينهما، لمناقشتها باستفاضة على مدار عدد من المحاضرات التى يتحدث فيها بعض الخبراء الأجانب مثل البروفيسور زيجلر أستاذ السكر بألمانيا وأيضا عدد من أساتذة الكبد فى مصر.
وأكد ياسر أن المؤتمر يشارك فيه 5 من الخبراء الأجانب و90 أستاذ سكر من مختلف الجامعات المصرية، موضحا أن المؤتمر سيخرج بتوصيات حول علاج مرض السكر فى رمضان، وكذلك وضع نظام مبسط وفعال لعلاج مرض السكر يكون فى متناول الأطباء غير المتخصصين الذين يتعاملون مع هذا المرض فى مصر، مشيرا إلى المؤتمر سيقوم بإطلاق برنامج للوقاية وتجنب مرض السكر.