هل مررت يوما بمشاجرة بسيطة مع صديقك أو زميلك بالعمل، ولم تكن فى أحسن حالاتك ولم تفرغ غضبك ناحيته كامل؟! وعدت إلى منزلك مكتئبا تقول لنفسك "أنا ليه مقولتلوش كذا وكذا؟".
بالطبع مررت بهذا الموقف مرة على الأقل خلال حياتك، فكلنا نعانى فى بعض الأوقات من انعدام القدرة على التعبير عن كامل غضبنا وأنفسنا كما يستحق الموقف، وبعد فوات الأوان نكتشف التصرف السليم الذى كان يجب أن نقوم به.
الدكتور محمود عبد الرحيم - أستاذ علم النفس الاجتماعى سابقا بجامعة القاهرة - أوضح أن التعرض لهذا الموقف السابق ذكره وكبت المشاعر دون تفريغها والشعور بالراحة، أمر خطر على الصحة والسلامة النفسية، ملفتا إلى ضرورة أن يجد الإنسان مفرا وطريقا إذا فاتته الفرصة لتفريغ شحنته الغاضبة، لكى يتمكن من العيش بسلام مرة آخر دون شعور بالقهر النفسى.
وأشار عبد الرحيم إلى أن هناك تمرينا نفسيا حقيقا مفيدا فى تلك الحالة بشكل كبير، وهو من التمرينات التى يفضل ألا يمر يومك دون أن تمارسها للشعور بالصفاء النفسى، وهو ما يعرف بالتفريغ الانفعالى، بحيث يتمكن من خلال الشخص التعبير عن مشاعر الغضب المكبوتة التى يتمكن من تفريغها فى الموقف ذاته، وهو عبارة عن استحضارك للشخص الذى أغضبك بشدة، وكأنه أمامك، وتحدث إليه، وتحدث إلى نفسك أيضا، وواجهه وقل له ما كنت تنوى قوله لو تكرر الموقف من جديد، وفرغ كل ما هو مكبوت داخلك من حديث ومشاعر وصراخ وغضب، حتى تشعر بالتحسن وأنك قد تخلصت تماما من كل ما يقبع على صدرك ويؤرقك، وتعيده يوميا أو عند التعرض لمشكلة مماثلة فيما بعد.