رائحة الفم عنوان الإنسان، منها يرسم المتحدث معك صورة ذهنية جيدة لديه، وتتمكن منها من تحسين علاقاتك مع الآخرين أو العكس جعلهم ينفرون منك، ويذكر فى غابر الزمان أن أحد أمراء الإمبراطورية الإنجليزية العظيمة قد ابتعد وانفصل عن أميرة شهيرة تسمى "صوفيا"، جراء رائحة فمها غير المحببة.
ويربط البعض بين رائحة الفم الكريهة، وبين الحالة النفسية، وهو ما سيحدثنا عنه تفصيلا فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" الدكتور باسم السواح، أخصائى تجميل الفم وجراحات الأسنان، مشيرًا إلى أن هناك ارتباطا وثيقا وديناميكيا بين كل من الحالة النفسية والعصبية للإنسان، وطبيعة مزاجه وموده والضغوط النفسية التى يمر بها فى وقت من الأوقات، وبين تباين رائحة فمه بين الجيد والكريه.
وتابع خلال حديثه الدكتور باسم السواح، مؤكدًا أن الضغوط النفسية والتوتر الدائم الذى يتولد معه القلق والخوف والاضطراب النفسى، يؤثر بشكل عام فى عملية بسيطة على معدلات سريان وإنتاج اللعاب بالفم، وهو ما ينتج عنه رائحة غير محببة لصاحبها.
وأوضح أخصائى تجميل الفم وعلاج وجراحة الأسنان أن اللعاب يعتمد خلال عمله طوال اليوم على ما يعرف بـ"المشغلات العصبية"، تلك المشغلات هى التى تجعله ينتج كميات مفيدة للفم ومهمة للغاية، ويجب أن يكون عملها جيدًا، ولكن ما لا يعلمه البعض أن هذه المشغلات المهمة ودورها المهم يتأثر تأثيرًا مباشرًا بطبيعة الحالة النفسية.
ولفت "السواح" إلى أن منها ما يعمل ويشتد عمله أثناء أوقات الشعور بالهدوء والراحة والصفاء الذهنى، ومنها جزء آخر أيضًا يعمل فى أوقات الضغوط العالية ما يتسبب فى نقصان حدة اللعاب مسببة رائحة غير محببة.