يقول الدكتور عادل محمود، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الروماتيزمية بجامعة عين شمس، إن متلازمة "شيرغ ستروس" المعروفة باسم "الحساسية الحبيبية"، والتى تعد نوعًا من التهاب الأوعية الدموية، وأحد أمراض المناعة الذاتية التى تؤدى إلى التهاب فى الأوعية المتوسطة والصغيرة، تؤثر بشكل أساسى على الأوعية الدموية فى الرئة والقلب والجلد والكليتين، وتعد من الأمراض النادرة غير الوراثية.
وأشار د. عادل إلى أن المتلازمة تم وصفها لأول مرة من قبل الطبيبين يعقوب شيرغ، ولوت شتراوس، فى مستشفى جبل سيناى فى مدينة نيويورك عام 1951، وهذا المرض له ثلاث مراحل متميزة:
- بالنسبة للمرحلة الأولى يظهر فيها التهاب الجيوب الأنفية وظهور حساسية بالصدر لم تكن موجودة مسبقا أو تفاقم الحساسية الموجودة، أما بالنسبة المرحلة الثانية ظهور الربو الحاد.
- أما المرحلة الثالثة والأخيرة تتضمن تأثر أجهزة الجسم المختلفة، وتعد أكثر تهديدًا للحياة وغالبًا ما تظهر خلالها آلام عصبية شديدة فى الساقين والذراعين واليدين مع ظهور طفح بنفسجى اللون على الجلد وكثيرا ما تظهر القرح فى الفم أو الأنف، ويمكن أن يؤثر المرض أيضا على القلب والرئتين والكلى والكبد والجهاز الهضمى.
وأضاف أن مرضى المرحلتين الأوليتين يستطيعون العيش لسنوات عديدة قبل التقدم إلى المرحلة الثالثة، وتكون علامات الخطورة فى متلازمة شيرغ ستروس هى انخفاض بوظيفة الكليتين ووجود زلال فى بول المريض بالإضافة إلى نزيف الجهاز الهضمى، والتهاب البنكرياس، وكذلك إصابة الجهاز العصبى المركزى واعتلال عضلة القلب، كما أن وجود إحدى هذه المؤشرات يكون دلالة على شدة المرض.
كما يعتمد التشخيص على وجود الأعراض المرضية بالإضافة إلى ارتفاع شديد بنوع من خلايا الدم البيضاء فى الدم وفى الأنسجة المصابة وكذلك الأجسام المضادة للخلايا الحبيبية المحيطة بالنواة p-ANCA، ويكون العلاج من خلال مشتقات الكورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة ولكن هذا المرض مزمن ومستمر مدى الحياة ويحتاج للعلاج لفترات طويلة.