يُعتقد أن التعرض المبكر لكائنات دقيقة معينة في مرحلة الطفولة يساعد في تطوير جهاز المناعة الذي بدوره يساعد في الحماية من أمراض الحساسية، ومع ذلك، هناك اعتقاد خاطئ بين الناس بأن المجتمع الحديث نظيف للغاية وصحي، مما قد يضعف جهاز المناعة لدى الأطفال، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى أو الحساسية.
النظرية هي أنه إذا كان الأطفال الصغار أقل تعرضًا للجراثيم في المراحل المبكرة، فإنهم يصبحون أقل مقاومة للحساسية، ولكن رفض الباحثون في كلية لندن للصحة والطب هذه النظرية.
في مقال نُشر الشهر الماضي في مجلة الحساسية والمناعة السريرية وفقا لتقرير موقع " thehealthsite"، خلص الباحثون إلى أن النظافة المفرطة ليست دائمًا فى مصلحتنا، وقدموا أربعة أسباب مهمة لدعم بيانهم.
هل عادات النظافة المفرطة ضارة لأطفالك؟
أوضح المؤلف الرئيسي جراهام روك، الأستاذ الفخري في علم الأحياء الدقيقة الطبية (UCL Infection & Immunity)، أن التعرض للكائنات الدقيقة في المراحل المبكرة من الحياة أمر ضروري لجهاز المناعة والتمثيل الغذائي، وأن الكائنات الحية التي تعيش على ممراتنا الهوائية مهمة أيضًا لصحتنا.
لذلك، طوال الحياة، نحتاج إلى التعرض لهذه الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، المستمدة في الغالب من أمهاتنا وأفراد الأسرة الآخرين والبيئة الطبيعية، ولكن هناك رواية عامة مفادها أن ممارسات النظافة اليدوية والمنزلية، والتي تعتبر ضرورية لوقف التعرض لمسببات الأمراض، تمنع أيضًا التعرض لهذه الكائنات المفيدة.
لذا، فإن الخلاف يكمن بين الحاجة إلى النظافة للوقاية من الأمراض، والحاجة إلى المدخلات الميكروبية التى تعزز أنظمة المناعة لدينا.
قدم الباحثون أربعة تفسيرات لحل هذا الصراع بناءً على الأدلة:
معظم الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في المنزل الحديث ليست تلك التي نحتاجها للمناعة.
التطعيمات تحمي الأطفال من العدوى وكذلك تقوي جهاز المناعة لديهم، لذلك، ليس هناك حاجة لخطر الموت من خلال التعرض لمسببات الأمراض.
الكائنات الحية الدقيقة في البيئة الخضراء الطبيعية هي التي لها أهمية خاصة لصحتنا، وهذا يعني أن التنظيف المنزلي والنظافة لهما تأثير ضئيل أو معدوم على تعرضنا للبيئة الطبيعية.
أظهرت الأبحاث أيضًا أن الارتباط بين تنظيف المنزل والمشاكل الصحية مثل الحساسية غالبًا ما يكون بسبب تعرض الرئتين لمنتجات التنظيف وليس بسبب إزالة الكائنات الحية.
النظافة الشخصية جيدة: يجب اتباع أفضل ممارسات التنظيف
في الختام، قال البروفيسور روك إن النظافة الشخصية والحفاظ على نظافة منزلك أمران جيدان، لكن يجب استهداف اليدين والأسطح التي غالبًا ما تكون مسؤولة عن انتقال العدوى فقط، إلا أنه حذر من تعرض الأطفال المباشر لمواد التنظيف.
وأضاف: "إن التعرض لأمهاتنا وأفراد عائلتنا والبيئة الطبيعية واللقاحات يمكن أن يوفر جميع المدخلات الميكروبية التي نحتاجها، ولا تتعارض هذه مع النظافة أو التنظيف المستهدفين بذكاء".