مع انخفاض درجات الحرارة يبدأ فيروس البرد فى مهاجمة الأنف لتتوالى بعد ذلك أعراض الإصابة، ويبقى السؤال: ما سر انطلاق فيروس البرد من الأنف؟
وللإجابة على السؤال يقول الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس: فيروسات البرد تفضل الأجواء الباردة، ودرجة حرارة الممرات الأنفية تتراوح بين 33 و35 درجة مئوية أى أقل من درجة حرارة الجسم التى تبلغ 37 درجة، وفيروسات البرد تنمو بشكل أفضل فى البرودة.
ويوضح بدران: عند برودة الجلد خاصة القدمين والرقبة تضيق الأوعية الدموية فى الأنف والحلق ما يسبب انخفاض فى تدفق الدم وانكماش الدورة الدموية فى الأنف وهذا يعرض الغشاء المخاطى للأنف إلى قلة وصول الدم الدافئ له، قلة الأكسجين، خفض درجة حرارة الأنف، قلة خلايا المناعة، وقلة كفاءة الأهداب التنفسية حيث أن بطء حركة الدم تخفض من كفاءة الأهداب التنفسية، التى من طبيعة عملها طرد الفيروسات الغازية، وبالتالى تتمكن الفيروسات من الاستيطان والتكاثر.
ويضيف د.بدران: جفاف الغشاء المخاطى يقلل من كفاءة حركة الأهداب، واستمرار الجفاف يدمر الأهداب والطبقة السطحية خاصة لمن يعانون من حساسية، ويعد تأثير الجفاف على الأهداب أقوى من تأثير الجو البارد ذاته.
وعند وضع القدمين فى الماء البارد أو على سطح بارد يقول عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: تصل حرارة الأنف إلى 31 درجة مئوية، كما أن التنفس من الفم يقلل درجة حرارة الفم والحلق ويسمح للهواء البارد بدخول الرئتين، والمتنفسون من الفم تزداد لديهم معدلات الإصابة بنزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسى العلوى وتبرد أنوفهم أكثر بكثير من الأشخاص العاديين، ويكفى انخفاض درجة حرارة الغشاء المخاطى عند هؤلاء لإيقاف عمل خلايا المناعة لديهم ما يسمح لفيروسات البرد بالتكاثر وبمعدلات أعلى.
ويوصى بدران بأهمية تغطية الأنف والرقبة بالكوفية خلال المرور فى الأماكن الباردة وارتداء الجوارب خاصة ليلا لأن 33 درجة مئوية هى المثلى لتكاثر فيروسات الأنف.
ويرى عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن ابتعاد الأم عن رضيعها يخفض حرارة أنفه نصف درجة ما يزيد احتمالات إصابته بالبرد وهذا خطأ خاصة اذا علمنا أن حضن الأم الدافئ للرضيع يزيد مناعته، موضحا أن الضوضاء تخفض حرارة الأنف نصف درجة.