السرطان هو مرض يشبه بالشبح والخبيث، له العديد من الأشكال والأنواع، ولا يعرف فرق بين الكبير والصغير، وهذا المرض لم يترك الأطفال فهناك نسبة كبيرة مصابه بهذا المرض الذي يدمر براءتهم وطفولتهم وحياتهم، ونجد أن كل اسرة لديها شخص مصاب بمرض السرطان تسعي للوصول لحل للتخلص ولتخفيف الآلم التي يشعرون به.
ولتحقيق أفضل طرق لعلاج المصابين بمرض السرطان، ظهر منذ فترة العلاج بالفن الذي أثبت كفائه عالية، وهذا هو السبب وراء قيام الدكتورة منال عليوه الحاصلة علي دكتوراه في الكيمياء، والناشطة في مجال الرعاية الصحية للأطفال مرضي السرطان ومؤسسة مبادرة " ارت تو كير" لعلاج سرطان الاطفال بالرسم والألوان، أن تقوم بطرح وتجربة هذه المبادرة في مصر، ان تأتي الي مصر و ان تقوم بفرض العلاج التكميلي عن طريق الفن في مستشفي سرطان الاطفال " 57357".
و اشارت الدكتورة منال، ان علاج السرطان عن طريق الفن هو علاج تكميلي أي بجوار العلاج الأساسي سواء كان جراحي أو إشعاعي أو كيمائي، فهذا العلاج يعتمد علي تقديم خدمات للدعم والإرشاد النفسي للمريض وذلك للتخلص من المراحل النفسية السيئة التي يمر بها المريض كالصدمة والإحساس بالألم و الحزن، وذلك لأنه يجب ان يوجد برنامج دعم وإرشاد نفسي للطفل مريض السرطان، وهذا الدعم يحقق نتائج جيدة للعلاج الفعلي الذي يتبعه المريض كالكيماوي او الاشعاع او الجراحة، ففي أمريكا وصلت نسبة نجاح هذا العلاج إلي 85% فأكثر، وذلك نتيجة إلي استخدام العلاج التكميلي، الذي يساهم في علاج جميع أنواع السرطان.
و اكدت منال ان الالم جزء من حياة المريض ولكن عند استخدامه للفنون يصبح غير متواجد"، موضحة ان مصر غير متواجد بها هذا النوع من العلاج "الفنون والرسم" بها، ولكن مثل هذه العلاجات متواجد في الدول المتقدمة كأوروبا وأمريكا وأثبت كفائه عالية، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات الأمريكية أن هناك تطور في الحالات عند استخدامهم للعلاج التكميلي، لأن هذا النوع يطور الحس الفني والروحاني عند المريض بسبب تعدد أشكاله كالدراما والموسيقي والرسم وعند نجاحها وتأثيرها فيه تعزله عن المرض.
وتم البدء بتطبيق هذه المبادرة في مستشفي سرطان الأطفال 57357 منذ ما يقرب من عام، وأثبتت نجاحها لأن الفنون تشغل منتصف المخ ذاته ويزيد نشاط المريض ومهاراته ويساعد علي خلق التوازن النفسي ويزداد شعوره بالسعادة، ولهذا فان الفنون تساعد علي خلق الطاقة الايجابية داخل المريض لمساعدته علي تقبل المرض والتعايش معه".
وقالت أن السبب الرئيسي في العلاج التكميلي هو زراعة الامل داخل المريض، وهذا ما أكدته ملاحظات الأساتذة والأطباء والأخصائيين النفسين وكل المحيطين بالمرضي، أنهم أصبحوا اكثر سعادة وتقبل للواقع، واقل حزنا.
وفي مستشفي سرطان الاطفال "57357 " اصبحت مبادرة "أرت تو كير" شركاء استراتجيين في جميع المناسبات وقموا بصناعة منظومة مدعمة علميا وأكاديميا ليصبح الاشخاص العاملين متدربين ومعتمدين ولزيادة قدرتهم علي خلق الامل داخل طفل مريض بالسرطان، من خلال الدخول للمدرسة المتواجدة داخل مستشفي 57357 المتكونة من 6 أدوار وفي كل دور ورشة والأخصائيين النفسين يمرون علي الادوار ويتابعون الحالات مرتين في الأسبوع الدراسي حيث يقوم فريق المبادرة بتقديم العلاج التكميلي من خلال الاخصائيين الفنيين والمتطوعين لمساعدة الاطفال علي تعلم الرسم الجدير بالذكر أن المدرسة تحتوي علي 3084 طفلاً.
اكدت د.منال، أنه عند بداية تطبيق هذه المبادرة بدء الأطفال بالرفض في المشاركة في مثل هذه المبادرة أو سعوا لتطبيق الرسم باللون الأسود، وذلك تعبيرا علي الخوف والرعب الذي يشعرون به، وبعد تحليل هذه الرسومات من قبل الأخصائيين النفسيين تحسنوا وأصبحوا يرسمون بألوان مبهجة، وهذا ما نطمح به هو تغير الطابع النفسي السئ في نفسي الأطفال مرضي السرطان.