فى ظل نقص بعض الأصناف الدوائية أو ارتفاع أسعار البعض الآخر قد يلجأ بعض المرضى فى تعديل جرعات أدويتهم أو تغيير الدواء أو حتى إيقافه دون استشارة الطبيب المعالج أو الصيدلى، وتعد هذه التصرفات شديدة الخطورة على صحة المريض وتتسبب فى مضاعفات خطيرة قد تودى بحياة المريض.
وأكد الدكتور خالد مصيلحى، أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، أن معظم أدوية القلب، وضغط الدم المرتفع خاصة التى تنتمى لمجموعةBeta blocker قد يتسبب إيقافها بطريقة مفاجئة إلى حدوث اضطرابات فى ضربات القلب، وارتفاع شديد فى ضغط الدم، وقد تؤدى إلى الذبحة الصدرية، موضحا أن هذه الأدوية يجب عند إيقافها تخفيض الجرعه بالتدريج واستبدالها بآخر وتحت إشراف طبى كامل.
وأضاف د. خالد أن أدوية الكورتيزون المعروفة باسمcorticosteroidsلو تم إيقافها مرة واحدة بعد تناولها لفترات طويلة بدون استشارة الطبيب قد تسبب آلاما مبرحة فى العظام، ووهن عام، وقد تسبب بعض المشاكل الصحية الجسيمة بسببب سحب الدواء بصورة مفاجئة دون إعطاء الجسم الفرصة للتكيف نتيجة عدم وجود الدواء، مشيرا إلى أن المضادات الحيوية تختلف جرعاتها تبعا لنوع المضادات الحيوى بعضها يكون فعالا فى جرعة واحدة يوميا، والبعض يكون فعالا فقط فى جرعة كل 12 ساعة، والبعض يتم أخذه 3 مرات يوميا كل 8 ساعات فتعديل أى نوع لأخذه مرة واحدة بدلا من المحدد له مرتين أو ثلاثة بغرض التوفير فى سعره أو إيقاف المضاد الحيوى قبل الفترة الزمنية التى حددها الطبيب، أو تغيير المضاد لنوع آخر أرخص قد يتسبب فى ظهور سلالات من الميكروب والبكتيريا شديدة المقاومة، وقد يحدث انتكاسه فى الحالة المرضية يصعب علاجها فى ظل هذه المقاومة التى أوجدناها بتصرفات خاطئة فى جرعة المضاد الحيوى ودون استشارة الطبيب أو الصيدلى.
وأوضح الدكتور خالد أن أدوية السكر والأنسولين لا يمكن بأى حال من الأحوال تقليل جرعاتها أو تغييرها دون الرجوع للطبيب لأنه قد يتسبب فى ارتفاع مفاجئ فى سكر الدم مما ينتج عنها مضاعفات خطيرة قد تمتد للقلب، وضيق شرايين الدم وظهور جلطات فى القلب أو دخول المريض فى غيبوبة، مضيفا أن بعض الأمهات فى ظل ارتفاع أسعار حفاظات الأطفال قد يتركون الحفاظ على جسم الطفل لفترات أطول بغرض التوفير مما يتسبب فى التهابات شديدة للأطفال فى مكان الحفاظ، وبعضها يتطلب علاجات أغلى سعرا لو تلوثت بالفطريات، أو البكتيريا غير الآلام والمشاكل الصحيه التى قد تسببها للطف.
وقال أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية: "إن بعض المرضى لتوفير سعر الدواء أو لوجود نقص فى دواء معين قد يلجأون للمشعوذين والدجالين وبعض العطارين اعتقادا منهم أنها أرخص، وكما أشرنا مرارا وتكرارا فإن الأدوية العشبيه المرخصة فقط فى الصيدلية هى التى تخضع للرقابة وهؤلاء المشعوذين والدجالين لا ينتمون للحقل الطبى ويتاجرون بآلام المرضى للكسب السريع، وقد يتسببون فى مشاكل شديدة الخطورة خاصة لبعض المرضى بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكر والقلب والسمنة، فإيقاف الدواء الموصوف من قبل الطبيب واستبداله بالأدوية المجهولة المصدر والمجهولة المكونات والمضاف إليها مواد محرمة دوليا وغير مدرجة على علبة مكونات المنتج كارثة بكل المقاييس، فإيقاف الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب كارثة واستبدالها بأدوية هؤلاء المشعوذين كارثة أشد قد تسبب مشاكل صحية وقد تؤدى للوفاة".
وأضاف: "كما أن بعض الجهات غير المعلومة والتى يطلق عليها مصانع "بير السلم" قد تستغل نقص أصناف معينة من الأدوية وتقوم بتصنيع علب مشابهة لهذه الأصناف وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وكلها أصناف مغشوشة يتم تقليد شكل العلبة بطريقة ماهرة، ولكن لا يوجد بها أى مواد فعالة وقد تحتوى على مواد شديدة الخطورة تفتك بصحتنا، فحذارى من الأدوية التى تسوق عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أو وسائل الإعلام المختلفة، فالمكان الوحيد لصرف الدواء هو الصيدلية فقط وأى مكان آخر يعد مخالفا للقانون ويعرضنا حياتنا وصحتنا للخطر".
وأكد الدكتور خالد: "عليك مراجعة الطبيب أو الصيدلى فورا قبل إجراء أى تعديل فى الجرعة العلاجية أو إيقاف أى صنف، فالأطباء والصيادلة لديهم العديد من البدائل لحل مشكلتك دون المساس لظروفك الصحية أو تعريضها للخطر، ولا تخشى من كلمة بديل طالما تم وصفه تحت إشراف طبى، فكلمة بديل تعنى نفس الدواء، ولكن تم تصنيعه فى شركه أخرى شريطة مراجعة الطبيب أو الصيدلى قبل استبداله، كما أن أدويتنا المحلية تمتاز بالكفاءة العالية، فإذا نقص صنف مستورد فلا نخشى من البديل المحلى ونعطيه الثقة طالما وصفه الطبيب".