كشف الدكتور محمود هاشم عبد القادر أستاذ الكيمياء الضوئية بجامعة القاهرة ورئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة أن الابتكار المصرى المعترف به عالميا لمكافحة يرقات البعوض من شأنه أن ينقذ العالم من فيروس "زيكا".
وأشار الدكتور عبد القادر- فى تصريح له- إلى أن الابتكار المصرى مسجل كتطبيقات حقلية لمكافحة البعوض الناقل للأمراض، كبراءة اختراع دولية فى المنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية (WIPO) وتم تسجيلها فى عدد 170 دولة برقم WO/2009، /149720، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية أقرت بسلامة المنتج المصرى، وتم تصنيفه والاعتراف به كمبيد ليرقات البعوض، ولا يحتاج هذا المنتج إلى دراسات مجتمعية لإثبات كفاءته على الصحة العامة.
وأوضح أن براءة الاختراع هذه تنص على أن هذا الاختراع يقدم طريقة مبتكرة لمكافحة البعوض الناقل للأمراض، بصورة تجمع بين الفعالية والكفاءة مع أمان تام لسلامة صحة الإنسان والحفاظ على البيئة، حيث يتم تطوير تكنولوجيا جديدة آمنة بيئيا باستخدام مستخلصات نباتية طبيعية ومادة جاذبة ليرقات البعوض ضد ثلاثة أنواع مختلفة من يرقات البعوض (بعوضة الإبيدس المسببة لفيروس "زيكا" وحمى الضنك وباعوضة الأنوفيليس المسببة لمرض الملاريا وبعوضة كيولكس المسببة لمرض الفيلة أو الفلاريا)، وفى وجود أشعة الشمس يتم حدوث تفاعل كيميائى ضوئى يحول الأوكسجين داخل أنسجة اليرقات إلى أوكسجين ذرى نشط يفتك بها.
وأكد أن نتائج هذا الابتكار المصرى كشفت عن فاعليته، حيث يضمن القضاء تماما على يرقات البعوض بنسبة نجاح تصل من 95 إلى 100%، منوها بأن الابتكار تم الاعتراف به من قبل منظمة الصحة العالمية بجينيف، وذلك بعد دراسة هذا الملف لأكثر من عام، وبعد مناقشات وأبحاث مطولة داخل المنظمة.
وأضاف أن الفكرة العلمية للابتكار المصرى للمكافحة فى القضاء على البعوضة الزاعجة المصرية من المنبع، تتمثل فى قطع دورة حياة البعوضة المسببة لفيروس زيكا بالتخلص من اليرقات التى تعيش فى المياه الراكدة باستخدام تكنولوجيا الطاقة الضوئية، ويتم ذلك باستخدام أشعة الشمس المباشرة ومادة الكلوروفيل المستخلصة من النباتات (مثل نبات ورد النيل أو المخلفات الزراعية)، حيث يتم رش المستنقعات بمادة الكلوروفيل التى تتغذى عليها يرقات البعوض، وفى وجود أشعة الشمس يتم حدوث تفاعل كيميائى ضوئى يحول الأوكسجين داخل أنسجة اليرقات إلى أوكسجين ذرى نشط يفتك بها.
وأكد عبد القادر أن هذه الطريقة تعتمد على مستخلصات نباتية آمنة وأشعة الشمس الموجودة، ومن ثم فهى تتميز برخص الثمن بما يتناسب مع البلدان الفقيرة، فضلا عن أن المستخلص النباتى هو عبارة عن مكمل غذائى، وقد تم اعتماده من مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية، ويتمتع هذا المستخلص النباتى بدرجة أمان عالية جدا حيث أنه يتحلل بأشعة الشمس وليس له أى آثار بيئية ضارة بل أنه مفيد باستخلاصه من نبات ورد النيل، وبالتالى التخلص من مشاكله البيئية، وكذلك يمكن استخلاصه من النفايات الزراعية، إلى جانب أن التطبيقات الحقلية أثبتت أنه لا يؤثر تماما على نظام (Eco System) حيث أنه فقط يؤثر على يرقات البعوض دون تأثيره على أية كائنات حية أخرى، حيث يتم إضافة مواد جاذبة فقط ليرقات البعوض تتغذى عليها.
وأشار إلى أن هذا الابتكار جاء بعد خبرة 40 عاما فى البحث العلمى الهادف، وتسجيل 9 براءات اختراع دوليا فى المنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية (WIPO) وكذلك محليا بأكاديمية البحث العلمى، وهذه البراءات هى خلاصة أكثر من 100 بحث دولى منشور دوليا ومجهود مدرسة علمية متميزة، حيث تم الإشراف على عدد 81 رسالة دكتوراه وماجستير يتم تحكيمها فى الخارج، ونحو 80 بحثا فى المؤتمرات والمحافل الدولية كمحاضرات رئيسية.
وناشد الدكتور عبد القادر بضرورة أن يتم الموافقة على بدء مشروع قومى يقوم به شباب مصر، للتخلص من البعوض الناقل للأمراض، وذلك فى المياه الراكدة والمستنقعات بقرى ونجوع مصر.