على مدار أكثر من 30 عاما اتخذت العلاقة بين اثنين من عمالقة التكنولوجيا عدة أشكال، حيث تطورت العلاقة بين بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، وستيف جوبز مؤسس شركة أبل من حلفاء لتطور لعلاقة عدائية، لتنتهى إلى علاقة أقرب إلى الصداقة القائمة على تبادل الاحترام، لكن تبقى المنافسة بينهما علامة مميزة للغاية، فلا يمكن ذكر اسم أبل بدون مايكروسوفت أو العكس.. وفيما يلى نرصد تاريخ العلاقة الغريبة بين كل من جوبز وجيتس، والتى رصدها موقع businessinsider الأمريكى:
1- البداية قائمة على التحالف
لم يكن بيل جيتس وستيف جوبز أعداء دائما، حيث كانت مايكروسوفت تطور البرمجيات فى وقت مبكر لجهاز Apple II PC، وكان جيتس يزور مقر أبل بشكل روتينى، وفى بداية الثمانينات، ذهب جوبز إلى واشنطن ليعرف من جيتس إمكانية وضع برامج مايكروسوفت على أجهزة كمبيوتر ماكنتوش، كما ظهر جيتس بجانب جوبز فى شريط فيديو عام 1983، وهو يشيد بجهاز MAC، قائلا "إنه يجسد حقا خيال الناس".
وقد عملت مايكروسوفت وأبل جنبا إلى جنب على مدى السنوات القليلة الأولى على جهاز ماكنتوش، إلا أن جيتس سخر من جوبز فى أنه يمتلك أشخاصا يعملون على جهاز MAC أكثر من جوبز.
2- من حلفاء إلى ألد الأعداء
لكن هذا التحالف لم يدم طويلا، حيث بدأ انهيار العلاقة بين الحليفين، عندما أعلنت مايكروسوفت عن النسخة الأولى من نظام ويندوز فى عام 1985، ليتهم جوبز كلا من جيتس ونظامه مايكروسوفت أنهم أدوا إلى تمزيق ماكنتوش، وهو الأمر الذى لم يهتم به جيتس، خاصة أنه يعرف أن أبل أخذت فكرة واجهة الرسوميات من مختبرات زيروكس بارك البحثية، وهو ما كان بداية الانفصال والعداء بينهم.
وكان جوبز يرى أن جيتس لا يمكنه العمل على المبتكرات التجارية، فى حين أن جيتس يرى أن جوبز لا يمكنه التفكير وأنه إنسان غريب للغاية.
فى عام 1985 استقال ستيف جوبز من أبل، وأسس شركة نيكست، وعلى الرغم من خروجه من أبل أكبر منافس مايكروسوفت، فإن هذا لم يحسن العلاقة بينهما، وكان جوبز يرى أنه إذا فشلت شركته "نيكست" وفاز مايكروسوفت ويندوز، فإن صناعة الكمبيوتر ستدخل العصور المظلمة لمدة عشرين عاما، وهو ما أعلن عنه صراحة عندما ظهر خلال إحدى اللقاءات التليفزيونية فى عام 1996 بعنوان "انتصار المهووسين" وانتقد بشدة بيل جيتس ومايكروسوفت قائلا إنهم يصنعون منتجات من الدرجة الثالثة.
وبحلول أواخر التسعينات كانت أبل فى خطر شديد وعلى وشك الانهيار، مما دفع "جيل أميليو" الرئيس التنفيذى لأبل وقتها بشراء شركة نيكست فى عام 1996 وجلب "جوبز" للعودة إلى أبل، إلا أن جيتس حاول التحدث مع أميليو لعدم عودة جوبز.
3- صداقة قائمة على الاحترام
بحلول عام 1997 كان جوبز يشغل منصب الرئيس التنفيذى لشركة أبل، وأعلن فى أول مؤتمر "ماك ورلد" أنه قد يقبل استثمارا من مايكروسوفت للحفاظ على أبل واقفة على قدميها، ليظهر بيل جيتس على شاشة ضخمة عبر بالقمر الصناعى، وهو ما أثار استهجان الجمهور.
وكان جيتس معجبا بوضوح جوبز، حتى لو أنهما لا يريان بعضهما دائما وجها لوجه، فعندما طرحت شركة أبل iTunes ، أرسل جيتس بريدا إلكترونيا داخليا لمايكروسوفت وقال فيه إن قدرة ستيف جوبز للتركيز على عدد قليل من المنتجات هو أمر مذهل، كما أنه يعتقد أن نجاح أبل فى مرحلة ما بعد آى فون جاء من جوبز نفسه، وليس من فلسفة أبل "المغلقة".
وقد ظهرا معا خلال مؤتمر فى عام 2007، وقال جيتس "كنت أدفع الكثير للحصول على زوق ستيف"، فيما قال جوبز ذات مرة: "أنا معجب به للشركة التى قام ببنائها، إنها مثيرة للإعجاب، وأنا استمتعت بالعمل معه"، وهو ما دفع جيتس أيضا ليقول: "أنا أحترم ستيف، وصلنا إلى العمل معا ونحن ساعدنا بعضنا البعض على التقدم، ولا شىء مما قاله يزعجنى على الإطلاق". وقد ترك كلا منهما إرثا كبير، حيث أصبحت أبل الشركة الأكثر قيمة فى العالم، فى حين أن جيتس أغنى رجل فى العالم.