شهد العالم مذ أكثر من قرن من الزمان مجموعة من الظروف المناخية التى كانت تحدث بشكل طبيعى، والتى أدت إلى الجفاف الأكثر تدميراً فى الـ 800 سنة الماضية، إذ أدى الجفاف العظيم، كما أصبح معروفًا، إلى فشل المحاصيل فى جميع أنحاء آسيا والبرازيل وأفريقيا منذ عام 1875، مما أدى إلى مجاعة واسعة النطاق أدت فى النهاية إلى وفاة 50 مليون شخص.
وإذا حدث ذلك مرة أخرى اليوم، يقول العلماء إنه سيكون أسوأ بكثير، وبالنظر إلى مناخ الاحترار الحالى فى الأرض، يشير بحث جديد إلى أن موجات الجفاف المماثلة التى تسببها ظاهرة النينيو المتطرفة أو غيرها من الأحداث الطبيعية ستكون أكثر كارثية مما كانت عليه فى الماضى، مما يؤدى إلى "صدمة شديدة لنظام الأغذية العالمى".
ويقال إن المجاعة العالمية التى جاءت مع الجفاف العظيم بين عامى 1875 و 1878 هى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى التاريخ، وباستخدام بيانات الأشجار وسجلات الأمطار وإعادة بناء المناخ، تمكن باحثون من جامعة ولاية واشنطن من وصف الظروف التى أدت إلى ذلك.
فى عام 1875 فشل موسم الرياح الموسمية فى الهند، وجلب الجفاف إلى المنطقة، ثم جاءت بعده موجات الجفاف فى شرق آسيا، وفى ربيع عام 1867انتشرت لمعظم أفريقيا وشمال شرق البرازيل، وأجزاء من جنوب شرق آسيا وأستراليا، فى ذلك الوقت، كان المستعمرون البريطانيون يقومون بتصدير الحبوب من الهند، مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
وقال ديبتى سينج، أستاذ مساعد فى كلية البيئة بجامعة WSU،إن الظروف المناخية التى تسببت فى الجفاف العظيم والمجاعة العالمية نشأت من التقلبات الطبيعية، ومن الممكن أن يؤدى تكرارها - مع تزايد التأثيرات الهيدرولوجية بسبب الاحترار العالمى - إلى تقويض الأمن الغذائى العالمى مرة أخرى".