تمكن علماء الفلك من خلال رصد وسط مجرة NGC 1068 من كشف آلية تجعل الثقوب السوداء الأولى فى الكون الفتي تزداد بسرعة هائلة تفوق كل الحدود الممكنة نظريا، بحسب روسيا اليوم.
ووصف علماء الفلك تلك الآلية في مقال نشروه في مجلة Astrophysical Jornal Letters العلمية، وقال أحد أصحاب المقال، فيوليته إمبيليتسه، في حديث أدلى به للمكتب الصحفي في مختبر الفلك اللاسلكي الأمريكي: "لم نكن نتوقع أن طوقين من الغبار والغاز وليس طوقا واحدا يحيطان بثقب أسود".
ويدور هذان الطوقان في اتجاهين متعاكسين، ما يمنع استقرارهما. ويعني ذلك أنهما يسقطان على الثقب الأسود أسرع مما يسقط طوق واحد من الغبار والغاز، لذلك ازدادت الثقوب السوداء حجما في الماضي البعيد بسرعة غير مسبوقة نظريا.
ويعتقد العلماء كلهم تقريبا أن وسط كل مجرة ثقب أسود عملاقا يمتص بشكل دائم الغاز الساخن والغبار من طوق غازي يحيط به. ويبعث الثقب الأسود بجزء من تلك المادة المبتلعة على شكل حزمة رفيعة من الغاز المتسارع بسرعة الضوء. وتنبعث من تلك الحزم كميات هائلة من أشعة غاما والأشعة السينية والحرارة.
ويعتقد العلماء أن وجود تلك الانبعاثات مرتبط بعجز الثقوب السوداء عن امتصاص كميات غير محدودة من المادة، وهناك حد ما يطلق عليه حد "أدينكتون".
وتبدأ المادة بعد بلوغ هذا الحد بالتراكم في حاشية ثقب أسود وتشكل طوقا من الغاز الساخن، حيث تحتك جسيمات المادة بعضها ببعض وتتسخن حتى درجة حرارة هائلة، ويقوم الثقب الأسود أحيانا بدفعها إلى الفضاء الكوني.
وكان العلماء على مدى أعوام يعتقدون أن تلك العملية هي عامل محدد رئيس لنمو الثقوب السوداء الضخمة، لكنهم عثروا في الآونة الأخيرة عن أدلة تفيد بأن الأمر ليس كذلك في كل مكان وزمان. وبصورة خاصة فإن مختبر "هابل" الفضائي اكتشف عشرات الثقوب السوداء العملاقة في المجرات الأولى للكون التي ازدادت كتلتها حتى حجم يعادل مليارات الشموس خلال فترة زمنية وجيزة.