كشفت دراسة أن الغابات الاستوائية تفقد قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون عقودا قبل الموعد المتوقع، حيث يؤدي تغير المناخ إلى إبطاء النمو وقتل الأشجار، وقد كانت هذه الغابات بمثابة مخزن عالمي حاسم للكربون، مما يساعد على تخفيف الانبعاثات من أنشطة مثل حرق الوقود الأحفوري، ولكن وجد خبراء من جامعة ليدز أن الجفاف وارتفاع درجات الحرارة يقللان من كمية ثاني أكسيد الكربون التي يتم تخزينها في الأشجار.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، قال الباحثون، إن النتائج تجعل الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية أكثر إلحاحا.
وكانت قد تنبأت النماذج المناخية بأن الغابات ستساعد على تعويض انبعاثات غازات الدفيئة البشرية لعقود قادمة، ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن الغابات الاستوائية قد بدأت بالفعل في التحول من كونها ممتص للكربون إلى باعث له، فإنها تخرج كمية أكبر من الغاز من موت الأشجار أكثر مما تمتصه نظيراتها الحية.
وراقب الفريق نحو 300000 شجرة في إفريقيا والأمازون لأكثر من 30 عامًا، حيث وجد أن الامتصاص الكلي للكربون بواسطة الغابات الاستوائية السليمة يبدو أنه وصل إلى ذروته في التسعينيات.
أما بحلول عام 2010، فقد انخفضت قدرة هذه الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون بنحو الثلث في المتوسط.
وقال الباحثون إن الزيادة في نمو النبات التي يوفرها ثاني أكسيد الكربون الإضافي تواجهها بشكل متزايد درجات الحرارة المرتفعة والجفاف التي تبطئ النمو ويمكن أن تقتل الأشجار وتتسبب في فقدان الكربون.
كما انخفضت مساحة الأرض التي تغطيها الغابات السليمة بنسبة 19% نتيجة لإزالة الغابات خلال هذين العقدين، مع زيادة مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صنع الإنسان بنسبة 46 % خلال نفس الفترة.