انهيار الإمبراطوريات التكنولوجية.. ياهو تواجه مصيرا مظلما وبلاك بيرى تتراجع

تحاول كل الشركات التكنولوجية دعم مستخدميها بأفضل الأجهزة والخدمات التى تمكنها من تحقيق نجاحات كبيرة ومبيعات طائلة ومواجهة المنافسين والتغلب عليهم، خاصة مع ظهور الكثير من الشركات الجديدة التى تسعى لجذب المستخدمين بكل الطرق الممكنة من خلال طرح خدمات رخيصة وسهلة لا تحتوى على العيوب التى يعانى منها المستخدمون مع الخدمات الحالية، لكن تفشل عدد من الشركات الكبرى فى مواجهة هذه المنافسة الشرسة فتبدأ فى التعثر والتعرض لأزمات مالية قد تنتهى باستحواذ شركات أخرى عليها أو اختفاء علامتها التجارية بالكامل. ياهو تواجه شركة ياهو مصيرا مظلما بعد تعرضها لعدد من الأزمات المالية والخسائر الطائلة طيلة الفترة الماضية، إذ تدرس الشركة هذه الأيام عددا من العروض المقدمة للاستحواذ عليها، أملا فى الحفاظ على مكانتها، خاصة بعد أن خسرت 99 مليون دولار خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام 2016، ولم تتمكن من مواكبة نجاح عدد من الشركات التكنولوجية مثل جوجل وفيس بوك، ولعل واحدة من أبرز العروض المقدمة لها من "ديلى ميل آند جنرال ترست" الشركة الأم لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية، لكنها ما زالت فى مرحلة مبكرة من المناقشات والمحادثات، إذ قدمت لياهو عددا من العروض الأخرى للوصول للصفقة الأفضل.

بلاك بيرى تتعرض شركة بلاك بيرى لخسائر طائلة تهدد ببقاءها، فبعد أن كانت الشركة الكندية واحدة من أهم الشركات التكنولوجية فى العالم التى يعتمد على هواتفها الملايين حول العالم لما تتمتع به من أمان وخصوصية ومزايا للحماية من التجسس والمراقبة، إلا أنها لم تتمكن من مواجهة هذا الكم الكبير من هواتف الأندرويد التى جذبت المستخدمين ودعمتهم بمواصفات فائقة التطور مع نظام تشغيل سهل ومريح، جنبا إلى جنب هواتف آى فون التابعة لأبل التى أحدثت ثورة كبيرة فى عالم الهواتف الذكية عند الكشف عنها لأول مرة عام 2007، لذا تحاول الشركة الكندية مواكبة التطور من خلال طرح أول هاتف بنظام أندرويد وعدد من الهواتف الأخرى التى تعمل بنظام التشغيل الأشهر لاسترجاع مكانتها وسط الشركات التكنولوجية مرة أخرى.

نوكيا ولا يمكن لأحد أن ينسى هذا الاسم، إذ كانت تعد نوكيا الشركة التكنولوجية الأشهر والأفضل والأكثر نجاحا وشعبية فى العالم والتى تمتعت بنجاح فائق حال دون ظهور أى شركة أخرى على الساحة فى هذا الوقت، إذ كان يمتلك كل شخص هاتفا من إنتاج الشركة الفنلندية "نوكيا"، وكانت أجهزتها حديث العالم أجمع لما تمتعت به من مزايا وتقنيات فائقة التطور وقتها، كما ساهمت هواتف نوكيا فى ظهور الجيل الجديد من الهواتف الذكية، لكنها لم تتوقع أن تسلب هذه الشركات الجديدة منها هذه الشهرة والنجاح، وبعد سنوات طويلة من النجاح واجهت الشركة انهيارا كبيرا فى أرباحها ومبيعاتها ولم يعد لها وجود وسط المنافسين الكبار، وفى النهاية اضطرت إلى بيع القطاع الخاص بالهواتف لشركة مايكروسوفت.