لم تقتصر التكنولوجيا الحديثة على مساعدة المستخدمين فى الحصول على هواتف وأجهزة ذكية تسهل لهم التواصل والدردشة عن بعد من أى مكان فى العالم، وتمكنهم من أداء كل المهام بسرعة وكفاءة وتوفر الكثير من الوقت والمجهود، لكن ساهمت التكنولوجيا فى تغيير شكل الحياة من حولنا، فبفضل التقنيات الحديثة أصبح كل شىء متوقعا ولم يعد يقف الخيال عن حد معين، ولعل من أبرز المجالات التى غيرتها التكنولوجيا الحديثة هى السياحة، إذ أصبح بإمكان أى شخص زيارة أى مكان فى العالم أثناء جلوسه فى منزله دون الحاجة إلى السفر لساعات طويلة، ورغم اعتبار البعض أن هذه التقنيات الحديثة يمكنها التأثير على السياحة والدخل الذى تدره للدول، إلا أنها قد تكون عنصر جذب يستعرض آثار ومعالم هذه الدول، ويشجع السائحين على زيارتها ورؤيتها عن قرب وليس من خلف شاشة إلكترونية، ولم ينس المطورون حول العالم الحضارة المصرية العريقة العظيمة والآثار المصرية التى تعد الأهم والأضخم فى العالم، فهناك عدد من التقنيات التى صممت لنقل العالم إلى مصر ورؤية معالمها السياحية عن بعد.
الأهرامات والكنيسة المعلقة وأبو الهول بستريت فيو
ومن أبرز الخدمات التى غيرت من شكل السياحة هى جوجل ستريت فيو التى تعد المشروع الأضخم والمصمم خصيصا لدعم المستخدمين بصور ولقطات حية وحقيقة للكثير من معالم وشوارع كبرى دول العالم، ومساعدة المستخدم على استكشاف معالم العالم، واكتشاف عجائب الدنيا الطبيعية، والتجول داخل عدد من المواقع مثل المتاحف والساحات والمطاعم والشركات مع صور بزاوية 360 درجة باستخدام خرائط جوجل مع ستريت فيو.
وتوفر خدمة ستريت فيو القدرة لأى شخص لا يملك الوقت الكافى والأموال التى تمكنه من زيارة الأهرامات أحد عجائب الدنيا السبعة، والاستمتاع بالطقس الممتع والشمس المشرقة التى تنعكس على الأهرامات وأبو الهول وتضيف لمسات جمالية لا مثيل لها، إذ يمكن بضغطات بسيطة على الماوس التنقل والتجول حول منطقة الأهرامات ورؤيتها عن قرب والتقريب لأكبر قدر ممكن ليشعر من يراها بملمس هذه الحجارة دون التنقل من مكانه عبر رؤية صور حقيقة وواقعية، ولا يقتصر الأمر على هذا فقط بل تقدم الخدمة للمستخدمين عدد من المعلومات عن تاريخ الأهرامات وأبو الهول وكيفية بنائها وعمرها، لتحل الخدمة محل المرشد السياحى، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الخدمة فى زيارة هرم زوسر.
أما إذا كنت من هواة زيارة الكنائس العريقة، فتوفر الخدمة أيضا القدرة على زيارة الكنيسة المعلقة التى تعد من أقدم الكنائس المتبقية فى مصر حتى الآن، إذ تقع هذه الكنيسة فى حى مصر القديمة بجانب عدد من الكنائس الأثرية الأخرى، لذا توفر الخدمة رؤية للكنيسة عن قرب وقدرة على السير داخلها بكل سهولة ورؤية كل تفاصيلها، جنبا إلى جنب إمكانية الاستعانة بالخدمة لزيارة منطقة أبو مينا الأثرية أحد أهم الأماكن التاريخية فى مصر.
أما محبى القلاع فيمكنهم زيارة قلعة صلاح الدين وقايتباى وقلعة القاهرة باستخدام هذه الخدمة المميزة، والاستمتاع برؤية الحضارة المصرية والمعالم السياحية البارزة التى يتهافت الملايين حول العالم لزيارتها.
تطبيقات الواقع الافتراضى
انتشر مصطلح الواقع الافتراضى بقوة خلال السنوات القليلة الماضية، وأثبت نجاحه هذه الفترة فى عالم الألعاب، لكن مزاياه المتعددة والتى يمكنها نقل المستخدم من منزله إلى أى مكان فى العالم بكل سهولة من خلال ارتداء نظارات ذكية ستساهم فى استخدامه فى مجال السياحة فى الفترة المقبلة، فبفضل عدد من الفيديوهات التى تدعم خاصية VR أو الواقع الافتراضى يمكن لأى شخص من أى مكان فى العالم رؤية الأهرامات عن قرب والتجول فى شوارع القاهرة بكل سهولة ورؤية المواطنين والاستمتاع بالحضارة المصرية عن بعد، ليعيش تجربة مختلفة لا مثيل لها ويرى مصر الحقيقة بعيدا عن التزييف، مما تتوفر عددا من التطبيقات المجانية التى توفر للمستخدم هذه المزايا دون الحاجة على نظارات ذكية أو تقنيات عالية الدقة لا يستطيع تحمل تكلفتها، والتى لا تنقله إلى مصر فقط بل تتيح له الاستمتاع بجولات افتراضية لعدد من المعالم من تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية وسوريا والمغرب والكويت واليمن، ومقدونيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا، وإتاحة الفرصة للمستخدم برؤية روائع العمارة الإسلامية والمساجد وزيارة المقابر والقصور الخاصة بالسلاطين والمتاحف والفنادق الصغيرة والحمامات والقلاع والأبراج والبيوت القديمة والساحات والحدائق، والمدن القديمة، والفضاء وغيرها من الأماكن مع أكثر من ألف 360 صورة بانورامية درجة ذات جودة عالية.
