زارتنى فى العيادة، مريضة فى أوائل الثلاثينات من عمرها ، وبصحبتها زوجها وطفلين ولد وبنت. عرفت أنها تعانى من ارتفاع مستمر بضغط الدم ، واعتلال فى وظائف الكليتين ، وبعض المشاكل بالكبد والقلب ، وبمناظرة التحاليل والأشعات تأكدت مثل من سبقونى من الأطباء الذين ناظروها ، أن الحالة الصحية للمريضة ساءت بحملها السابق، و أنه يحظر عليها الحمل مرة أخرى حفاظا على حياتها.
أخبرتهما بكل هذا، كانت تستمع إلى ما أقوله، و تنظر خلسة إلى زوجها تراقب ردة فعله. كتبت لها الروشتة، و أخبرتها بالتعليمات الواجب إتباعها للحفاظ على صحتها، ثم انصرفوا.
فإذا بالزوج بعد خروجهم من غرفة الكشف يستأذن فى الدخول إليّ، كان بمفرده. أذنت له بالدخول، فقال لى:
-يا دكتورة.. هى لو لم تحمل فسأتزوج بأخرى.
تعجبت من كلامه، قلت له:
-ما فهمته أن لك ولدا و بنتا.. فأنت لم يحرمك الله من الذكر أو الأنثى، فلماذا تريد أن تكسر زوجتك، وتتزوج من أجل أن تنجب أطفالا آخرين ؟!
رد كالمدافع عن قضيته التى يؤمن بها كليا:
-الأولاد عزوة.
واستطرد قائلا:
-لابد أن تنجب لى أولادا آخرين.
قلت له بغضب:
-إذا حملت ستموت.. خذ نتائج تحاليلها والأشعات إلى أى طبيب، وأتحدى إن وافقك أحدهم على هذه الجريمة.
رد بلا مبالاة، قائلا:
-إذن سأتزوج.. سلام عليكم
-عليكم السلام.