فوز بديهى للدب الروسى المخضرم فلاديمير فلاديميروفتش بوتين ليتربع على زمام الولاية الرابعة لحكم روسيا الفيدرالية ، بشخصية أكثر عناداً وقدرة عالية على المراوغة مُعيداً إحياء فكرة الزعيم لدى الشعب الروسى.
معروف للعالم أجمع أن تتابع الولايات لأى رئيس هو أمر أصعب بكثير عن بداية ولاية أولى أو ثانية، لأن التحديات الخارجية والداخلية تتعاظم وفقاً لطبيعة سير الولايات التى سبقت هذه الولاية .
لبوتين انجازات لامسها المواطن الروسى داخل أرض دولته، سواء على الصعيد السياسى بتحقيق الاستقرار السياسى الذى افتقدته روسيا قُبيل فترات ولايته وكذالك على الصعيد الاقتصادى فهو استغل الطبيعة التكوينية للشعب الروسى فى إحداث الانتقال السريع لزمام الاقتصاد بعد حالة الفوضى والانهيار الحادث فى حقبة التسعينيات، فالشعب الروسى يستطيع بطبيعته إعادة تدوير البوصلة بسهمها المنكسر إلى سهم منتصر فى وقت قصير، وعلى الصعيد الاجتماعى استطاع بوتين الموازنة بعض الشىء من خلال قوانين أعطت الراحة للشعب الروسى بشأن أوضاعه .
بوتين استطاع أن يُعيد روسيا كلاعب أساسى فاعل على الساحة الدولية، وجعل كثير من الدول تفكر كثيراً فى القرار الروسى وتبنى قراراتها على متون قرار الدب الروسى، وهذا الأمر لم يكن مُعتاداً قبل ولاياته، بوتين بعد ضمه لجزيرة القرم أعاد للشعب الروسى حلم الاتحاد السوفيتى الكبير وهذا الأمر أعطى لبوتين شعبية مُضاعفة فى روسيا وفقاً لسيكولوجية الروس .
يبقى بوتين هو الغصة الشائكة فى حلق أوروبا ودول بارزة بأوروبا خصوصاً كلما تتابعت ولاياته، فهو لا يتحدث مع أوروبا إلا من منطلق القوة وأوروبا دوماً تُصر على الحوار وهو أمر تتجاهله الإدارة الروسية باستمرار، غير أن الادارة الروسية إذا ما اتجهت للحوار مع أوروبا قد تتوالى مصالح مشتركة كبرى تخدم الجميع، وهذا ما ننصح به الطرفين من خلال الابتعاد والتخلى عن أفكار موروثة فى التعاملات السابقة .
ما نريد أن نقوله فى هذا المقال أن الولاية الرابعة للدب الروسى ليست سهلة فهو انتقل من الصعب إلى الأصعب ومن حالة التوازن السياسى الدولى إلى حالة العناد السياسى الخارجى من قوى معروفة بعينها .