إنشروا النور فى ربوع الوطن فخفافيش الظلام تخشى ضوء الشمس .....!!
فى رحاب اوبرا الاسكندرية قلعة النور والفكر والجمال كان اللقاء بعيداً عن صخب الحياه وضغوطها وفى رحلة البحث عن حل للغز الفقر والترهل الفكرى الذى نعيشه مرغمين ودون سبب منطقى يستوعبه العقل فى سنواتنا الأخيرة وفى بادرة أمل مضيئة يمنحنا مُنظمى ومسئولى صالون الأوبرا الثقافى حلاً سحرياً للمعادلة حين يمتزج العلم بالفكر مع انغام الموسيقى واصوات المبدعين من المواهب الغنائيه الرائعة .. حين يتحدث احد كبار اساتذة الطب النفسى عن أهمية الفن والموسيقى فى تنشئة وعى الصغار والارتقاء بوجدان الكبار .. حين نستمع إلى احد اساتذة الموسيقى وهو يقدم لنا نماذج ناصعه مضيئه لأطفال وشباب صغار يقدمون فناً راقياً عظيماً ... انه النور الذى نبحث عنه فهل ينتشر فى ربوع الوطن ليبدد هذا الظلام الدامس الذى يحاول بعضهم أن يُغرقنا فيه وان يُنسينا مكانتنا المُستحقه فى كل مجالات الفن والفكر والأدب .. وهل نستطيع أن نعيد صياغه الشخصيه المصريه على اُسس النور والحب والرقى والجمال ...!
فى وطن عريق بحضارته رائدٌ فى فكره وفنه وابداعه يسهل أن تجد الحل ففى جينات هذا الشعب العبقرى الفنان تبقى دائماً كل القيم المضيئه موجوده وحاضره حتى وان ساد الخواء والفقر الفكرى والفنى وتغلب اهل الرداءه على اهل التميز .. انها موروثات كانت وستظل موجوده داخل وجدان هذا الشعب مهما حاولوا أن يغيبوه بالموسيقى الصاخبه الماجنه والفكر الضحل المُفَرغ من اى ثقافه او تنوير .. من هنا يتعاظم دور ومسئولية هذه المنابر الثقافيه كالأوبرا وصالونها الثقافى ومن هنا تبدأ رحلة العلاج والحرب على كل ما هو سىء واسود ومظلم ليحل محلها الأبداع والنور والفكر الصحى .
ليكن هذا الصالون وامثاله نماذج مضيئه ومتكرره يومياً فى ربوع الوطن فحين تنظر فى وجه الشباب الحاضر للقاء والملتصق بمقاعده لمده تزيد عن الساعتين فى غير ملل او تذمر تدرك تماماً أن الأصل فى الحياه هو الخير والجمال فهاهو شباب مصر المتهم زوراً وبهتاناً باللهث خلف كل ما هو ردىء ومبتذل كالمهرجانات وغيرها من صنوف الفن الهابط التى عششت فى ربوع الوطن وكادت أن تكون هى السمه الغالبه .. حين تنظر إلى هذا الشباب بعين عاشقه للوطن مؤمنه بقدراته وتجده فى حفلات الأوبرا وندوات مكتبة الأسكندريه ومثيلاتهم من منابر الفكر والثقافه متواجداً من تلقاء نفسه ودون اى حشد او توجيه يستمع لموسيقى العظماء عالمياً وعربياً ويجلس صامتاً ليفهم ويتعلم كيف يُثقف نفسه وكيف يُربى ابناؤه بعد ذلك على قيم الأصاله والسمو والفن الهادف الذى يحترم الأنسان ويُقدر وجوده وعظمته تعلم أن هناك املاً دائماً فى أن نعود بل وربما فى أن نقدم للعالم اجيالاً مبدعه واثقه فى قدراتها متسلحه بالعلم والتكنولوجيا الحديثه إلى جانب مخزونها الثقافى والفنى والحضارى الاصيل ..
انها دعوه لكل مؤسسات الدوله الثقافيه والفكريه أن تضاعف من مثل هذه الفعاليات وان تبحث فى اجيال الوسط والشباب عن امثال هذه القائده الشابه التى تدير هذا الصالون المميز بكفاءه وأقتدار وكيف جعلت من صالونها قبله لعشاق الفن والأدب والفكر والأبداع .. لنعطى هؤلاء الشباب كل الثقه ونمنحهم كل الدعم والمسانده من اجل وطن رائد عائد بقوه إلى مكانته الطبيعه فى صدارة العالم وعلى رأس الأمم كلها فكراً وفناً وادباً وعلماً فهذا هو قدرنا ومقدارنا عبر التاريخ حتى وان تكالبت علينا الأمم لننسى وتنسى اجيالنا الناشئه قيمة ما قدمناه للبشريه عبر آلاف السنين من حضاره وابداع ورياده .. انها مصر التى فى خاطرى وفى فمى والتى تستحق أن نبذل فى سيبل عوده مجدها كل غالٍ ورخيص ... تحية إجلال وتقدير لكل اهل الثقافه والتنوير والفكر فى ربوع الوطن وتحيه خاصه لصالون اوبرا الاسكندريه الثقافى على الجهد المبذول والعطاء المستمر ورفع شعار محاربة الظلام بالنور .. حفظ الله مصر الرائده صاحبة الفضل والعطاء على كل الأمم منذ قديم الأزل .. حفظ الله الوطن .