فقير هو الفقر يدغدغ أركانه، فقر فى المأكل والملبس والمسكن. فقرٌ حتى فى المشاعر.
يشاهد التلفاز ليعرف ما يدور حوله وفى أحد البرامج يسمع عن وزارة استحدثت فى التعديل الوزارى الأخير لدولة الإمارات الشقيقة وزارة تدعى "وزارة السعادة" وقد تم اختيار وزيرة شابة لقيادة هذه الوزارة.
الدهشة علت أساريره لا يدرى ماذا يعنى ذلك، هل سمع خطأ أم أنه سمع ولم يفهم؟.
انتبهت كل حواسه للمذيع والضيوف.
ما هى السعادة التى يتحدثون عنها. وهل هذه السعادة تمنح بوزارة.
ظل طوال ليله يبحث عن حاله هل هو سعيد أم لا ؟ وكيف يحصل على السعادة ؟
نظر لحاله ولأولاده ولمسكنه الفقير، وأطرق رأسه وسالت دمعة على وجنيه، وقال فى نفسه إن السعادة لا تأتى قبل الاحتياجات الضرورية مثل المسكن والمأكل والملبس، السعادة لا تأتى قبل الحياة الآدمية، السعادة لا تأتى لمن لا يملكون قوت يومهم، السعادة تأتى بعد ذلك.
السعادة ليست للفقراء الذين يموتون تحت خط الفقر.
السعادة نتاج توفير حياة كريمة للمواطن حياة يعيشها بلا خوف من الغد، السعادة فى تعليم ملائم للأبناء، السعادة فى فرصة ملائمة للعلاج. السعادة رفاهية لم نصل إليها، مازلنا فى مرحلة المعاناة، معاناة من كل شيء نحن نحاول أن نعيش، فإن عشنا سنبحث عن السعادة.
حكومتنا الرشيدة نحن الفقراء لا نطمع منك فى السعادة ولا نريد وزارة للسعادة. نريد فقط العيش، أن نجد فرصة للعمل، فرصة للعلاج، نريد فقط أن نعالج من أمراضنا، أن نعلم أبناءنا لعلهم هم من يجدون السعادة فى زمن من غير زمننا.
أيها المواطن لا تنظر لغيرك ممن لديهم وزارة للسعادة فاطلب العيش وإن كنت تعسا كعادة، فالشكر ساعتها عبادة، نحن قوم لا نعرف السعادة فكيف نطلب وزارة للسعادة؟