لماذا يتكبر كل منا على الآخر وكأنه ليس من ذات العجينة التى صنعه بها الله عز وجل ؟ لماذا يرفع البعض عندما يتقابل مع البعض الآخر " منخاره " أى أنفه إلى أعلى ؟ بل يصبح فى تلك الحال مثل الديك الرومى الذى يرفع عرفه عندما يرى اللون الأحمر ؟
لماذا نحن بالذات الذى يعتقد البعض منا وكأنه ليس كائن مثل بقية خلق الله، بل هو بمثابة الشخص المقبول عند الله والتقى والورع وليس غيره، ألا يعد ذلك من الامراض النفسية التة تستوجب العلاج السريع والا استفحل أمرها فقد وصلت الحالة عند البعض إلى عتبة جنون العظمة.
لماذا نحن بالذات الذين نشكو دائماً من غيرنا بسبب أو بدون سبب من أن البعض الاخر يحاول النيل منا مع أنه ليس فى حاجة إلى ذلك لأنه يتمتع بكل الصفات الجميلة والشهرة النبيلة وغزارة العلم وليس فى حاجة إلى أن يتعرض له، ألم يعد ذلك هو أيضا من الامراض التى تستوجب العلاج ؟
لماذا نحن بالذات الذين نشكو لطوب الارض ولكل من يقابلنا من أنه لاحظ لنا فى الحياة مع أنه فى الوقت الذى يعمل فيه الاخرين ويجدون ويتعبون من اجل بناء انفسهم فهو نائم فى العسل، ألم
يسأل نفسه يوما ما عن السبب الذى أوصله لهذا المنحدر الذى وضعه هو ذاته فى هذا الموقف ؟
لماذا يميل البعض منا إلى المساس بسمعة الاخرين وبناء صرح من الأوهام على البعض الاخر
من الأبرياء دون أى سبب، بل أن الغيرة والحقد هما اللذان يلعبان دورهما المريض من أجل مرض اكثر شراسة من كل الامراض العضوية التى نسمع عنها بين حين واخر؟
لماذا ثم لماذا ويتكرر السؤال ولا نحصل على إجابة مقنعة غير أن سوء التربية عند الصغر انجبت لنا فطاحل من " عقلة الصباع " يحاول بعضهم إثبات وجوده على حساب الاخر ولا يهم ولو وصل الامر لدرجة السير على جثته وقانا الله من كل انسان مريض وأرشدنا جميعا لطريق الصواب وعدل من مسار تلك الفئة التى تدخل تحت ظلال " لما نحن بالذات ؟ وتصبح تلك الذات ناصعة البياض امين.