انتبهوا أيها المواطنون.. احذروا السّم فى الدسم.. ضعوا سلامة الأردن وشعبه نصب أعينكم.. لا تغرنّكم تصفيقات الخبثاء فتُحيدون عن جادة الصواب، فالمتربصون بالأردن كُثُر.
المنطقة برمّتها على صفيح ساخن... التّعقل والترؤى من صفات المواطنين الشرفاء.. نعم الإضراب والتظاهر حق دستورى كفله القانون للجميع تحت ضوابط معينة، ولكن هل ظرف الزمان والمكان يعطى الحق فى تنفيذها الآن ؟؟
الأردن... بلد بلا موارد، تركيبة سكانية متعددة.. منفذ صغير على البحر، لكن كلى ثقة بعطاء شعبه الكبير !
قد يُسبب الفساد الإدارى أزمات اقتصادية وتذمرات شعبية.. ولكن لنعترف أن واقعنا العربى أليم.. قضية تحملها الأردن على عاتقها، مواقف ثابتة ترفض أن تغيّر ثوابتها، فتدفع بسببها ضريبة عروبتها ومواقفها.
يُمارس ضدها نوع من الحصار باستحياء، نار مشتعلة على طول حدودها الشمالية تأكل الأخضر واليابس، فتن لا تنتهى، لا همّ لقيادتها الهاشمية إلا درء شرورها وحفظ أبناء شعبها، ينام شعبها ولا ينام حرّاسها.
واقع عربى أليم من حولها... حروب وإرهاب فى دول تجاورها... على أرضها بشرٌ من مختلف الأجناس والأعراق.. كانت ومازالت قبلة إذا عان شعب من أزمة....
منذ بدايات القرن الماضى بدءً بالأرمن والشركس ومروراً بالنكبة ثم النكسة لفلسطين.. ثم العراق وصولاً إلى سوريا، فاحتوى شعبها وعلى أرضها كل الأعراق والمنابت والأصول فصاروا أخوة لا تفرّقهم الأجناس، كلّ ينهل من خيرات هذا البلد.
أفلا تستحق الأردن الآن من شعبها أن يكبر لها ويتجاوز لأجل سلامتها ويصبر لئلا يزيد من خطورة وضعها ؟
لا شك أن الشعب واعٍ... والقيادة الهاشمية ترفض أن يمسّ شعبها بسوء، ولا ترضى أن يُعرِّض أى مسؤول سلامتها وأمنها ومواطنيها للخطر.. ولكن... ولكن... العينُ ترى واليدُ لا تصل... حجمُ التحديات يفوق ما يدركه كل مواطن، والواقع - كما أسلفنا - يحتاج إلى صبر وتأنّى، فلو علمنا ما تُخبّأه الأقدار لنا ما اخترنا إلا واقعنا الحالى.. فكل عصرٍ آت هو أصعب مما هو فات !! فتريّثوا.. واحذوا.. وانتبهوا.. فالأردن لكم وأنتم له.
فقلوبنا وجوارحنا مع الأردن، وندعو الله فى هذه الأيام المباركة أن تبحر سفينة الوطن بسلام إلى برّ الأمان، ويحفظ ديارها وأهلها من كل سوء.