أخبرنا أحمد شوقى أن؛
وما نيل المطالب بالتمنى - ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال - إذا الاقدام كان لهم ركابا
نيل المطالب بالتمنى والاقدام، لا خلاف على ذلك، ولكن الخلاف على حتمية أخذ الحياة كلها بصغائرها وكبائرها على محمل الضغط النفسى والتوتر.
لا أظن أن مقصد أحمد شوقى هو أن نعيش مضطربين منزعجين طوال الوقت.
هناك أمور بطبيعتها جادة وضرورية وصعبة المنال، فمن الطبيعى أن تحتاج إلى اللهاث والجرى، ولكن ليست كل الأمور على هذا النحو.
هل يعقل أن يتحتم علينا حتى ننجح، نجنى المال، ننجز أعمال، نكون علاقات، نتقرب إلى الله، نربى أبنائنا ونبنى أسرنا، نعمر الأرض، نطور وننمى، أن نجرى بلا راحة ولا هدوء؟
بعض البشر يظنون أن كل خطوة لليوم التالى بل الساعة التالية، لابد فيها من قطع الأنفاس والاستماتة من أجل الانجاز حتى وان صغر الهدف أو خبث.
وكأن المجهود الاضافى يضمن جودة النتيجة.
الدأب والاجتهاد لا خلاف عليهما، لكنه لا ولن يضمن أى نتيجة.
الطالب، الطبيب، الموظف، الأب كل يبذل ما فى وسعه ويترك نتيجة الامتحان أو حياة المريض أو تربية ابنه، كما تكون.
من ذا الذى يتحمل حياة القلق والفوضى والتشوش؟
متى سيأتى السلام إذا؟
متى سيكون السكون؟
متى سنجد الارتياح؟
أنبقى دائما فى صراعات، أم من حقنا بل من واجبنا أن نسكن ولو قليلا، وننتظر نتائج ما قدمناه وحصاد ما زرعناه؟
من لا يأمن ويهدأ ولو لقليل من الوقت، يسير سريعا نحو الأزمات والنزاعات والوساوس التى تأخذه إلى إحدى درجات الجنون.
الانزعاج والمرج الدائمين ينالان من الشخص أكثر مما يعطيانه بكثير، أما الهدوء والسكون لا يطلبان شيئا، بينما يمنحان ( السلام)، أجمل كلمة فى الوجود.
واعلم أن بعض الأمور تؤخذ غلابا، وبعضها ماتؤخذش إلا انتظارا فى هدوء.