المرأة هى الجندى المجهول داخل كل بيت، فهى من يتحمل عناء ترتيب شئون الأسرة خاصة فى الطبقتى الفقيرة والمتوسطة، ولديها انكار ذات عجيب أمام ذوات أفراد الأسرة، فقد تفضل الأم حاجة أبناؤها لشىء كمالى بسيط على أن تأتى لها بشىء من الضروريات، وعندنا فى صعيد مصر يكون بموت الزوجة أنهيار البيت والخراب المبين، وقد سمعت ذات يوم رجل توفت زوجته وهو يردد يا خراب بيتى، أى أن البيت ركيزته الأولى المرأة، ومن الأمثال الشعبية، من بلا أب وأم حالة يحسر ويغم، وقد لا يتأثر الطفل برحيل الأب كما هو فى فقد الأم.
برحيل الأم تسكن الجراح القلب وقد يعيش ذلك الطفل اليتيم طوال حياته متألم وإن بسطت الدنيا له يداها، فالأم هى ينابيع الحب الصافى، عطاء بلا حدود وبلا مقابل، وللزوج هى السكن والوطن ومن النوادر قالوا بلدك فين يا جحا قال اللى مراتى فيها ؛ وفى يوم المرأة المصرية اذكر تلك الأم الشابة التى بكت وأبكت الإنسانية يوم عيد الشرطة ورئيس الجمهورية يحمل طفلها الرضيع، سلام لدامعة أعيونهن وعلى المُهترئة قلوبهن وعلى الحائرات عقولهن والنائمات كدراً على فراق الزوج الحبيب فى مقتبل العمر، سلام لأمهات الشهداء الروائم الثكالى الصابرات على الفَجِيعَةُ، سلام على الزوجات الذين قمعن براكين الألم فى قلوبهن من أجل عبور الأولاد شط الأمان.