للمواطن - من أى جنسية - و الباحث عن المواطنة الصالحة أن يكون مقتنعًا بها وأن تكون نابعة من أيمانه الحقيقى بأهميتها.. وهذا ما نبحث عنه فى مجتمعنا المصرى المتحضر دائمًا – وهذه المواطنة تظهر فى مختلف سلوكياتنا وفى معاملاتنا مع الآخرين فى مجالات عدة كالتعليم والعمل وغير ذلك، وتتمثل فى تبادل الحقوق والواجبات والتى يعرفها علماء الاجتماع بأنها موروث مشترك من المبادئ والقيم والعادات والسلوك التى تتشكل منها شخصياتنا كمصريين تجعلنا منفردين بخصائص ومميزات تميزنا عن غيرنا من مواطنى الجنسيات الأخرى.
إن للإنسان فى حياته خمس حاجات هى :الحاجات الفسيولوجية الجسدية كالهواء والماء والطعام الخ.. الحاجة إلى الأمن والأمان والبعد عن المخاوف والخوف والأخطار بكافة أنواعها.. الحاجات الاجتماعية من أسرة وتكوين عائلة وما يتبع ذلك من تعليم وعمل الخ.. الحاجة للإحساس بالتقدير والاحترام والشعور بقيمته.. وأخيرا الحاجة إلى تحقيق ذاته وبناء مستقبله.
يجب علينا أن نفهم جيدًا بأن المواطنة ليست تربية معرفية فقط ولكنها أساسا تربية قيمية بالدرجة الأولى لأنها تتوجه بالأساس إلى قناعاتنا وسلوكياتنا من خلال الأسرة وتنشئة الطفل على قيم الولاء قولا وفعلا لنحصل على المواطن الإيجابى، والذى يتفاعل دوما مع مكونات دولتنا الفتية بكافة قطاعاتها الحكومية والأكاديمية والخاصة والإعلامية والمدنية، أما المواطن السلبى وهو من المعوقات فى مجتمعنا فلن تستفيد منه الدولة مطلقا إلا إذا عاد إلى رشده ووعيه وشارك بشجاعة وهمة فى بناء وطنه ومجده من أجل مستقبل زاهر لمصرنا الغالية.