روى ابن حيان والترمذى فى جامعه ان رسول الله صىلى الله عليه وسلم قال ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع ... عن عمره فيما افناه ... وعن جسده فيما ابلاه ... وعن علمه ماذا عمل به ... وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ) ... والعلم فى الحديث المقصود به العلم الدينى ... ومايتبعه من علوم وضعيه طبقا للحاجات الدنيوية المشروعه ... الذى به تستقيم الحياة بشتى صورها ( الانتاجية والخدمية ) وتسير فى سبيلها الصحيح ... ويتفق مع الفطرة الانسانية التى فطر الله الانسان عليها ... فكل الاديان نصت فى تعاليم الله سبحانه وتعالى تحريم الحصول على المال بغير وجه حق ايا كانت صورته ( سرقة ... رشوة ... الخ ) حتى لو باجبار الغير على تقديم الرشوة للحصول على حقه ... وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ايضا ( لا يدخل الجنة جسد غذى من حرام ) ... وقال ايضا ( لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت . النار اولى به ) ... والسحت هو الحرام ... فان يوم القيامه ليس للسارق والمرتشى والمزور الا النار ( والله اعلم ) ... تحت مظلة النهم الانسانى التى تعددت صورها باستغلال النفوذ والسلطة .
وقد بين لنا العلى القدير فى محكم التنزيل الحصول على الطعام من الحلال الطيب ... فقال وهو اصدق القائلين ( ياأيها الناس كلوا مما فى الارض حلالا طيبا ) .
لقد صدمنى الخبر ... هوى على رأسى كجلمود صخر حطه السيل من عل ... ( القبض على رئيس مصلحة الجمارك وهو يتقاضى رشوة ) ... ايا كان المبلغ الذى خطط لتقاضيه ... فالمثل القائل ( من يسرق البيضة يسرق الفرخه ) هو فى الحالتين لص ولا فرق بينهما ... ولقد تابعت اقوال الصحف اليومية الورقية والالكترونية وكان فى مقدمة السيرة الذاتية لرئيس مصلحة الجمارك المقبوض عليه ( الحصول على درجة الدكتوراه فى التهريب الجمركى واثره على الموازنة العامة للدولة ) ... اى ان الحاصل على تلك الدرجة وفى هذا التخصص الهام والمهم والاهم فى هذا المجال لديه المعلومات التى بها يرتفع بموارد الدولة طبقا للنظم المعمول بها – ان كان وطنيا محبا لتراب الوطن – ويساهم باخلاصه وايمانه – خوفا من الله – فى سد العجز فى الموازنة العامة للدولة ... واعادة تشغيل المصانع ... والقضاء على البطالة ... والقضاء على اعمال البلطجة ... والمساهمة فى شن الحرب على الفقر ... والمساهمة فى تجديد واحلال البنية التحتية ... والمساهمة فى النهوض بالعملية التعليمية ... واستكمال المنظومة الصحية ... الخ ... لقد اعمى عيناه ... واصم اذناه ... واتبع هواه فأضله الشيطان واعمى قلبه ... وامات فيه الوطنية ... ونسى ان مصر قامت على رعايته من كل الوجوه ومنها الناحية التعليمية التى حصل منها على درجة الدكتوراه ... واأسفاه لقد تم تلويث تلك الدرجة من بعض المارقين مثل هذا توأم الشيطان ... الذى انفصل سلوكه الوظيفى والاخلاقى والانسانى عن موضوع رسالة الدكتوراه العلم الذى بتطبيقه يتم محاربة الفساد فى اولى خطواته .
انه على قمة مصلحة تتأثر بمواردها الموازنة العامة للدولة والتى منها يتم اعادة ضخ الموارد للنهوض بها والارتقاء بشعب مصر ورفع المعاناة عن كاهل ( محدودى الدخل ... مظلومى الدخل .... منهوبى الدخل ... موكوسى الدخل ... متعوسى الدخل ... مسروقى الدخل ... معدومى الدخل ) ... اذا كان رب البيت بالدف ضاربا ... فشيمة اهل البيت كلهم الرقص ... ( الا من رحم ربى ) .
لقد ناديت مرارا وتكرارا بضرورة التعاون مع هيئة الرقابة الادارية ... ( ياعزيزى ... كلنا عيون للرقابة الادارية ) مهما تعرضت له من ايذاء وقتى للنيل منك ... لا ينكر ضوء شمس صدق ايمانك الا حاقد ... وليس احد اشد عمى من اولئك الذين لا يريدون ان يبصروا None are so blind as those who will not see ... وعلينا جميعا التعاون التام مع رجال الهيئة لجث جذور الفساد وتطهير مصرنا من المرتشين واللصوص ومزورى مستندات شحن الاستيراد بما لا يعبر عن القيمة الحقيقية للبضاعة الواردة وبما يقل بنسبة 90% عما تم تحويله عن طريق البنوك العاملة داخل مصر والبنك المركزى خير شاهد على ذلك ... الذين باتوا واصبحوا لا يخطئ انف وحاسة كل وطنى رائحتهم التى تعلن عن نفسها كمخلفات الحيوانات ومنها النافقة ... ان التاجر ( المتهرب من سداد الجمارك والضرائب هو لص سرق شعب مصر بأكمله ... ارتكب فى حقه جريمة فساد مالية ... اخلاقية ... انسانية ... ( ان الله لا يحب المفسدين ) ... كما ارتكب فى حق نفسه الابتعاد عن دينه حتى وان شهد له بالتدين فانه تدينا فاسدا .
اللهم طهر قلوبنا من النفاق ... وسوء الاخلاق ... ومن كل مالا يرضيك عنا ... آمين